المهندسين العرب

المهندسين العرب (http://www.mohandsen.net/vb/index.php)
-   قسم الشعر والأدب المنقول (http://www.mohandsen.net/vb/forumdisplay.php?f=586)
-   -   من روائع الفصحى للشعراء العرب ... (http://www.mohandsen.net/vb/showthread.php?t=745415)

مدحت الجزيرة 17/9/2016 12:48 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 

ايليا ابو ماضى
الكبرياء خلة الشيطان

لي صاحب دخل الغرور فؤاده
إ نّ الغرور أخيّ من أعدائي
أسديته نصحي فزاد تماديا
في غيّه وازداد فيه بلائي
أمسى يسيء بي الظنون ولم تسوء
لولا الغرور ظنونه بولائي
قد كنت أرجو أن يقيم على الولا
أبدا ، ولكن خاب فيه رجائي
أهوى اللقاء به ويهوى ضدّه
فكأنما الموت الزؤام لقائي
إني لأصحبه على علاّته
والبدر من قدم أخو الظلماء
يا صاح إنّ الكبر خلق سيء
هيهات يوجد في سوى الجهلاء
والعجب داء لا ينال دواؤه
حتى ينال الخلد في الدنياء
فاخفض جناحك للأنام تفز بهم
إنّ التواضع شيمة الحكماء
لو أعجب القمر المنير بنفسه
لرأيته يهوي إلى الغبراء

مدحت الجزيرة 17/9/2016 12:50 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
ايليا ابو ماضى

نار القرى

روحي التي بالأمس كانت ترتع
في الغاب مثل الظبية القمراء
تقتات بالثمر الجنّي فتشبع
ويبلّ غلّتها رشاش الماء
نظرت إليك فأصبحت لا تقنع
بالماء والأفياء في الغبراء
تصغي وتنصت ، والحمامة تسجع
إصغاؤها لك ليس للورقاء
ناديتها ، فلها إليك تطلّع
هذا التطلع كان أصل شقائي
جنّحتي كيما أطير فلم أطر
هيهات إنك قد طويت سمائي

مدحت الجزيرة 17/9/2016 12:51 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
قد كان يسبيني الجمال الرائع
حتى لمحتك فهو لا يسيبني
عصفت بصدري لليقين زوابع
ثلّث عروش توهمي وظنوني
فأنا على ما ضاع مني جازع
إن الذي قد ضاع جدّ ثمين
لولاك ما مات الخيال اليافع
أفتعجبين إذا كرهت يقيني
هذا صنيعك بي ، فما أنا صانع؟
قد شاء بحرك أن تضلّ سفيني
جرّدت هذا الطين من أوهامه
وكبرت عن قارورة من طين

مدحت الجزيرة 17/9/2016 12:52 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
كيف الوصول إليك يا نار القرى
أنا في الحضيض وأنت في الجوزاء
لي ألف باصرة تحنّ كما ترى
لكنّ دونك ألف ألف غطاء
لو من ثرى ، مزّقتها بيد الثرى
لكنها سُجُفٌ من الأضواء
ساءلت قلبي إذ رأى فتحّيرا
ماذا شربت فمدت؟ قال: دمائي
يا ليته قد ظلّ أعمى كالورى
فلقد نعمت، وكان في ظلماء
قد شوشت كفّ النهار سكينتي
يا هذه ، ردّي إلّي مسائي



أمسيت حين لمستني بيديك
لي ألف باصرة وألف جناح
ولمحت نار الوحي في عينيك
والوحي كان سلافة الأرواح
فتشرت أجنحي وحمت عليك
متوهما أني وجدت صباحي
قذ كان حتفي في الدنو إليك
حتف الفراشة في فم المصباح
فسقطت مرتعشا على قدميك
ألنار مهدي والدخان وشاحي
يا ليت نورك حين أحرقني انطوى
فعلى ضيائك قد لمست جراحي


للقاء اخر
تحيتى

مدحت الجزيرة 18/9/2016 12:46 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 

أبوالعلاء المعري


إيّاكَ والخمرَ
فهي خالبةٌ


إيّاكَ والخمرَ، فهي خالبةٌ، غالبةٌ
خابَ ذلك الغَلَبُ
خابيةُ الرّاح ناقةٌ حفَلَت، ليس لها
غيرَ باطلٍ، حلَبُ
أشأمُ من ناقةِ البَسوس على النا سِ
وإن يُنَلْ عندها الطلب
يا صالِ، خَفْ إن حلَبت دِرّتها
أن يترامى بدائِها حَلَبُ
أفضلُ مما تضمُّ أكؤسُها
ما ضُمّنتَه العِساسُ والعُلَبُ

مدحت الجزيرة 18/9/2016 12:46 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
من ليَ أن أقيمَ في بلدٍ،

من ليَ أن أقيمَ في بلدٍ
أُذكَرُ فيه بغير ما يجبُ
يُظَنُّ بيَ اليُسرُ والديانةُ والعلـ ـلمُ
وبيني وبينها حُجُبُ
كلُّ شهوري عليّ واحدةٌ
لا صَفَرٌ يُتّقى ولا رجبُ
أقررْتُ بالجهل، وادّعى فَهَمي قومٌ
فأمري وأمرُهم عجَبُ
والحقُّ أني وأنهم هدرٌ
لستُ نجيباً، ولا همُ نُجُبُ
والحالُ ضاقتْ عن ضمِّها جسدي
فكيف لي أن يضمّه الشَّجَبُ؟
ما أوسعَ الموت، يستريح به الجسـ ـم
المعنّى، ويخفتُ اللَّجَبُ

مدحت الجزيرة 18/9/2016 12:47 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 

ما الثريّا عنقودُ كرمٍ مُلاحـ


ما الثريّا عنقودُ كرمٍ مُلاحـ ـيٌّ
ولا الليلُ يانعٌ غِربيبُ
ونأى عن مُدامةٍ، شفقَ التغـ ـريبِ
فليتّقِ المليكَ اللبيبُ
طالَ ليلٌ، كأنّما قتلَ العقـ ـربَ
ساطٍ، فغابَ عنها الدّبيب
سلكَ النّجدَ، في قِطار المنايا
قَطَرِيٌّ، ونَجدةٌ، وشَبيبُ
شبّ فِكرُ الحصيفِ ناراً فما يحـ ـسُنُن
يوماً، بعاقل، تشبيبُ
أين بقراطُ، والمقلِّدُ جاليـ ـنوسَ؟
هيهاتَ أن يعيشَ طبيبُ
سُبّبَ الرّزقُ للأنام، فما يقـ ـطعُ
بالعجز، ذلك التسبيب
وجرى الحتفُ بالقضاءِ، فما يسـ ـلَمُ
ليثٌ، ولا غزالٌ ربيب
يطلُعُ الوافدُ المبغَّضُ، والعيـ ـشُ
إلى هذه النفوس، حبيب
خَبَّبَتْها عليه نُكدُ الرزايا
فنبا، عن قلوبها، التّخبيب

مدحت الجزيرة 18/9/2016 12:48 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
أطلّ صليبُ الدّلو، بين نجومِه،
أطلّ صليبُ الدّلو، بين نجومِه
يكُفُّ رجالاً عن عِبادتِها الصُّلبا
فربُّكُمُ اللَّهُ الذي خلقَ السُّهى
وأبدى الثريّا، والسّماكينِ، والقَلبا
وأنحلَ بدْرَ التّمّ، بعد كمالِه
كأنّ به الظّلماءَ قاصمةٌ قُلبا
وأدنى رِشاءً للعَراقي، ولم يكنْ شريعاً
إذا نصّ البيانُ، ولا خِلبا
وصوّرَ ليثَ الشُّب في مستقَرِّهِ
ولوشاء أمسى، فوقَ غبرائه، كلْبَا
وألقى على الأرضِ الفَراقدَ، فارتعت
معَ الفَرْقَدِ الوحشيّ، ترتقب الألبا
وأهبطَ منها الثّورَ، يكرُبُ جاهداً
فتعلقَ، ظلفَيهِ، الشّوابكُ، والهُلبا
وأضحَتْ نَعامُ الجّو، بعْدَ سُموّها
سُدىً في نَعامِ الدوّ، لا تأمن الغُلبا
وأنزَلَ حُوتاً في السّماءِ، فضمّهُ
إلى النونِ في خضراءَ، فاعترفَ السّلبا
وأسكنَ في سُكٍّ من التُّربِ ضَيّقٍ
نجومَ دُجىً في شَبوةٍ أبت الثّلبا

مدحت الجزيرة 18/9/2016 12:49 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
رأيتُ قضاءَ اللَّه أوجَبَ خلْقَهُ

رأيتُ قضاءَ اللَّه أوجَبَ خلْقَهُ
وعاد عليهم في تصرّفه سَلبا
وقد غلبَ الأحياءَ، في كلّ وجهةٍ
هواهمْ، وإن كانوا غطارفةً غُلْبا
كلابٌ تغاوتْ، أو تعاوت، لجيفةٍ
وأحسَبُني أصبحتُ ألأمَها كلْبا
أبَينا سوى غِشّ الصّدور، وإنّما ينالُ
ثوابَ اللَّه، أسلمُنا قلبا
وأيَّ بني الأيّام يَحمَدُ قائلٌ
ومن جرّبَ الأقوامَ أوسعَهُم ثَلْبا

مدحت الجزيرة 18/9/2016 12:51 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
إذا كُفّ صِلٌّ أُفْعوانٌ، فما لهُ

إذا كُفّ صِلٌّ أُفْعوانٌ، فما لهُ
سوى بيتِهِ، يَقتاتُ ما عَمَرَ التُّربا
ولوْ ذهَبتْ عينا هِزَبْرٍ مُساورٍ
لما راعَ ضأناً، في المراتع، أو سِربْا
أو التُمِعتْ أنوارُ عمروٍ وعامرٍ
لما حَملا رُمحاً، ولا شهدا حربا
يقولونَ: هلاّ تشهَدُ الجُمَعَ، التي
رجوْنا بها عفواً، من اللَّه، أو قُرْبا
وهل ليَ خيرٌ في الحضورِ
وإنّما أُزاحمُ، من أخيارهم، إبلاً جُربا
لعمري لقد شاهدتُ عُجماً كثيرة، وعُرباً
فلا عُجماً حَمدتُ، ولا عُربا
وللموتِ كأسٌ تكرهُ النفسُ شُرْبَها
ولا بُدّ يوماً أن نكون لها شَربا
من السّعدِ، في دُنياك، أن يهلك الفتى بهيجاءَ
يغشى أهلُها الطعنَ والضّربا
فإنّ قبيحاً، بالمسوَّدِ، ضِجعَةٌ
على فَرْشِه، يشكو إلى النفَر الكَربا
ولي شرَقٌ بالحتفِ، ما هو مُغَربٌ
أيمّمتُ شرقاً، في المسالكِ، أم غربا
تَقنّصَ، في الإيوانِ، أملاكَ فارسٍ
وكم جازَ بحراً، دون قيصر، أو دربا

مدحت الجزيرة 18/9/2016 12:52 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 

إذا كان رُعبي يورثُ الأمنَ، فهو لي


إذا كان رُعبي يورثُ الأمنَ، فهو لي
أسَرُّ من الأمنِ، الذي يورث الرّعبا
ألمْ ترَ أن الهاشميّينَ بُلّغوا
عظامَ المساعي، بعدما سكنوا الشِّعبا
وكان الفتى، كعْبٌ، تخيّرَ للسُّرى
أخا النّمر، فاستدنى إلى أجلٍ كعبا
وإنّي رأيتُ الصّعبَ يركبُ دائماً
من النّاس من لم يركب الغرضَ الصّعبا

مدحت الجزيرة 18/9/2016 12:53 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
إذا شِئتَ أن يَرْضى سجاياكَ ربُّها،

إذا شِئتَ أن يَرْضى سجاياكَ ربُّها
فلا تُمسِ من فعل المقادير مُغضَبا
فإنّ قُرونَ الخيلِ أولتْكَ ناطِحاً
وإنّ الحُسامَ العَضبَ لقّاكَ أعضَبا
خضَبْتَ بياضاً بالصّبيب، صبابةً
ببيضاءَ عدّتكَ البنانَ المخضَّبا
وما كان حبلُ العيش إلا مُعلَّقاً
بعُرْوة أيامِ الصّبا، فتقضّبا

مدحت الجزيرة 18/9/2016 12:54 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
لَعمْركَ! ما غادرتُ مطلِعَ هَضبةٍ،

لَعمْركَ! ما غادرتُ مطلِعَ هَضبةٍ
من الفكرِ، إلاّ وارتقيتُ هَضابها
أقلُّ الذي تجني الغواني تبرّجٌ
يُري العينَ منها حَلْيها وخِضابها
فإن أنتَ عاشرتَ الكَعابَ فَصادِها
وحاوِل رضاها، واحذرنّ غَضابها
فكم بكَرَتْ تسقي الأمرَّ حَليلَها
من الغارِ، إذ تسقي الخليلَ رُضابها
وإنّ حبالَ العَيشِ، ما علِقَت بها
يدُ الحيّ، إلا وهي تخشى انقضابها

مدحت الجزيرة 18/9/2016 12:55 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
إذا ما عراكُمْ حادثٌ، فتحدّثوا!

إذا ما عراكُمْ حادثٌ، فتحدّثوا!
فإنّ حديثَ القوم يُنسي المصائبا
وحِيدوا عن الأشياءِ خِيفةَ غَيّها
فلم تُجعل اللّذّاتُ إلاّ نصائبا
وما زالت الأيّامُ، وهي غوافلٌ
تسدّدُ سهْماً، للمنيّةِ، صائبا

مدحت الجزيرة 18/9/2016 12:56 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 

اللَّه لا ريبَ فيه، وهو مُحتجبٌ،


اللَّه لا ريبَ فيه، وهو مُحتجبٌ
بادٍ، وكلٌّ إلى طَبعٍ له جذبا
أهلُ الحياةِ، كإخوان المماتِ، فأهْـ ـوِنْ
بالكُماةِ أطالوا السُّمرَ والعَذبا
لا يعلمُ الشَّريُ ما ألقى مرارتهَ إليه
والأريُ لم يشْعُر، وقد عذُبا
سألتُموني، فأعيْتني إجابتكمْ
من ادّعى أنّه دارٍ فقد كذبا

مدحت الجزيرة 18/9/2016 12:57 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
إن يصحبِ الروحَ عقلي، بعد مَظعنِها

إن يصحبِ الروحَ عقلي، بعد مَظعنِها
للموتِ، عني فأجدِرْ أن ترى عجَبا
وإنْ مضَتْ في الهواءِ الرّحبِ هالكةً
هلاكَ جِسميَ في تُرْبي، فواشجبا!
الدّينُ إنصافُكَ الأقوامَ كلَّهمُ
وأيُّ دينٍ لآبي الحقّ إنْ وجبا؟
والمرءُ يُعييه قَودُ النفسِ، مُصبِحةً
للخير، وهو يقودُ العسكَر اللّجبا
وصوْمُه الشهرَ، ما لم يجنِ مَعصيِتَةً
يُغنيهِ عن صَومه شعبانَ، أو رَجَبا
وما اتّبعتُ نجيباً في شمائله
وفي الحمامِ تبعتُ السّادة النُّجُبا
واحذَرْ دعاءَ ظليم في نعامتِه
فرُبّ دَعوةِ داعٍ تَخرقُ الحجُبا

مدحت الجزيرة 18/9/2016 12:58 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
لا تفرَحنّ بفألٍ، إنْ سمعتَ به؛

لا تفرَحنّ بفألٍ، إنْ سمعتَ به
ولا تَطَيّرْ، إذا ما ناعِبٌ نعبا
فالخطبُ أفظعُ من سرّاءَ تأمُلها
والأمرُ أيسرُ من أن تُضْمِرَ الرُّعُبا
إذا تفكّرتَ فكراً، لا يمازِجُهُ
فسادُ عقلٍ صحيحٍ، هان ما صعبُا
فاللُّبُّ إن صَحّ أعطى النفس فَترتها
حتى تموت، وسمّى جِدّها لَعبِا
وما الغواني الغوادي، في ملاعِبها
إلاّ خيالاتُ وقتٍ، أشبهتْ لُعَبا
زيادَةُ الجِسمِ عَنّتْ جسمَ حامله
إلى التّرابِ، وزادت حافراً تَعَبا

مدحت الجزيرة 18/9/2016 12:58 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
لو كنتمُ أهْلَ صَفْوٍ قال ناسبُكم:

لو كنتمُ أهْلَ صَفْوٍ قال ناسبُكم
صَفويّةٌ، فأتى باللّفظ ما قُلِبا
جندٌ لإبليسَ في بدليسَ، آوِنَةٍ
وتارةً يحلبِون العيشَ في حَلَبا
طلبتمُ الزّاد في الآفاق من طمعٍ
واللَّهُ يُوجَدُ حقاً أينما طُلبا
ولستُ أعنى بهذا غيرَ فاجرِكُمْ
إنّ التّقيّ، إذا زاحمتَهُ، غلَبا
كالشّمسِ لم يدنُ من أضوائها دَنَسُ
والبَدْرُ قد جلّ عن ذمٍّ، وإن ثُلِبا
وما أرى كلّ قوم، ضَلّ رُشدُهُمُ
إلا نظيرَ النّصارى أعظموا الصُّلُبا
يا آلَ إسرالَ هل يُرجى مسيحُكُمُ
هيهاتَ قد ميّزَ الأشياءَ من خُلِبا
قلنا: أتانا، ولم يُصلب، وقولُكُمُ
ما جاءَ بعدُ، وقالتْ أُمّةٌ: صُلِبا
جلبتمُ باطلَ التّوراةِ، عن شَحَطٍ
ورُبّ شرٍّ بعيدٍ، للفتى، جُلبَا
كم يُقتلُ الناسُ، ماهمُّ الذي عمَدَتْ
يداهُ للقتل، إلاّ أخذُهُ السَّلبَا
بالخُلفِ قامَ عمودُ الدّين، طائفةٌ
تبني الصّرُوح، وأخرى تحفرُ القُلُبا

مدحت الجزيرة 18/9/2016 12:59 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
الأمرُ أيسرُ مما أنتَ مُضمرُهُ؛

الأمرُ أيسرُ مما أنتَ مُضمرُهُ

فاطرَحْ أذاكَ، ويسّرْ كلّ ما صَعُبا
ولا يسُرّكَ، إن بُلّغْتَهُ
أمَلٌ؛ ولا يهمّك غربيبٌ، إذا نعبا
إنْ جدّ عالمُكَ الأرضيُّ
في نبأٍ يغشاهُمُ، فتصوّرْ جِدّهُمْ لَعبِا
ما الرّأيُ عندكَ في مَلْكٍ تدينُ لهُ مصرٌ
أيختارُ دون الرّاحةِ التّعبا
لن تستقيمَ أُمورُ النّاس في عُصُر
ولا استقامتْ، فذا أمناً، وذا رعبا
ولا يقومُ على حقٍّ بنو زمنٍ
من عهد آدمَ كانوا في الهوى شُعَبا


للقاء اخر
تحيتى

مدحت الجزيرة 21/9/2016 02:11 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
عنترة بن شداد

وَلَلمَوتُ خَيرٌ لِلفَتى مِن حَياتِهِ

ولَلمَوتُ خيرٌ للفتى من حياتِه
إذا لم يَثِبْ للأمرِ إلاّ بقائدِ
فعالجْ جسيماتِ الأمورِ، ولا تكنْ
هبيتَ الفؤادِ همهُ للوسائدِ
إذا الرِّيحُ جاءَت بالجَهامِ تَشُلُّهُ
هذا ليلهُ شلَّ القلاصِ الطَّرائدِ
وأَعقَبَ نَوءَ المِرزَمَينِ بغُبرَة ٍ
وقطٍ قليلِ الماءِ بالَّليلِ باردِ
كفى حاجة َ الاضيافِ حتى يريحها
على الحيِّ منَّا كلُّ أروعَ ماجدِ
تراهُ بتفريجِ الأمورِ ولفِّها
لما نالَ منْ معروفها غيرَ زاهدِ
وليسَ أخونا عند شَرٍّ يَخافُهُ
ولا عندَ خيرٍ إن رَجاهُ بواحدِ
إذا قيل: منْ للمعضلاتِ؟ أجابهُ
عِظامُ اللُّهى منّا طِوالُ السَّواعدِ

مدحت الجزيرة 21/9/2016 02:12 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
عنترة بن شداد

رمتِ الفؤادَ مليحة ٌ عذراءُ


رمتِ الفؤادَ مليحة ٌ عذراءُ
بسهامِ لحظٍ ما لهنَّ دواءُ
مَرَّتْ أوَانَ العِيدِ بَيْنَ نَوَاهِدٍ
مِثْلِ الشُّمُوسِ لِحَاظُهُنَّ ظِبَاءُ
فاغتالني سقمِى الَّذي في باطني
أخفيتهُ فأذاعهُ الإخفاءُ
خطرتْ فقلتُ قضيبُ بانٍ حركت
أعْطَافَه ُ بَعْدَ الجَنُوبِ صَبَاءُ
ورنتْ فقلتُ غزالة ٌ مذعورة ٌ
قدْ راعهَا وسطَ الفلاة ِ بلاءُ
وَبَدَتْ فَقُلْتُ البَدْرُ ليْلَة َ تِمِّهِ
قدْ قلَّدَتْهُ نُجُومَهَا الجَوْزَاءُ
بسمتْ فلاحَ ضياءُ لؤلؤ ثغرِها
فِيهِ لِدَاءِ العَاشِقِينَ شِفَاءُ
سَجَدَتْ تُعَظِّمُ رَبَّها فَتَمايلَتْ
لجلالهِا أربابنا العظماءُ
يَا عَبْلَ مِثْلُ هَواكِ أَوْ أَضْعَافُهُ
عندي إذا وقعَ الإياسُ رجاءُ
إن كَانَ يُسْعِدُنِي الزَّمَانُ فإنَّني
في هَّمتي لصروفهِ أرزاءُ

مدحت الجزيرة 21/9/2016 02:13 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
عنترة بن شداد

مَا دُمْتُ مُرْتَقياً إلى العَلْيَاء


ما زِلتُ مُرتَقِياً إِلى العَلياءِ
حَتّى بَلَغتُ إِلى ذُرى الجَوزاءِ
فَهُنَاكَ لا أَلْوِي عَلى مَنْ لاَمَنِي
خوْفَ المَمَاتِ وَفُرْقَة ِ الأَحْياءِ
فلأغضبنَّ عواذلي وحواسدي
ولأَصْبِرَنَّ عَلى قِلًى وَجَوَاءِ
ولأَجهَدَنَّ عَلى اللِّقَاءِ لِكَيْ أَرَى
ما أرتجيهِ أو يحينَ قضائيِ
ولأَحْمِيَنَّ النَّفْسَ عَنْ شهَوَاتِهَا
حَتَّى أَرَى ذَا ذِمَّة ٍ وَوَفاءِ
منْ كانَ يجحدني فقدْ برحَ الخفا
ما كنتُ أكتمهُ عن الرُّقباءِ
ما ساءني لوني وإسمُ زبيبة ٍ
إنْ قَصَّرَتْ عَنْ هِمَّتي أعدَائي
فَلِئنْ بَقيتُ لأَصْنَعَنَّ عَجَائِباً
ولأُبْكمنَنَّ بَلاَغَة َ الفُصحَاءِ

مدحت الجزيرة 21/9/2016 02:14 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
عنترة بن شداد

مَا دُمْتُ مُرْتَقياً إلى العَلْيَاء


ما زِلتُ مُرتَقِياً إِلى العَلياءِ
حَتّى بَلَغتُ إِلى ذُرى الجَوزاءِ
فَهُنَاكَ لا أَلْوِي عَلى مَنْ لاَمَنِي
خوْفَ المَمَاتِ وَفُرْقَة ِ الأَحْياءِ
فلأغضبنَّ عواذلي وحواسدي
ولأَصْبِرَنَّ عَلى قِلًى وَجَوَاءِ
ولأَجهَدَنَّ عَلى اللِّقَاءِ لِكَيْ أَرَى
ما أرتجيهِ أو يحينَ قضائيِ
ولأَحْمِيَنَّ النَّفْسَ عَنْ شهَوَاتِهَا
حَتَّى أَرَى ذَا ذِمَّة ٍ وَوَفاءِ
منْ كانَ يجحدني فقدْ برحَ الخفا
ما كنتُ أكتمهُ عن الرُّقباءِ
ما ساءني لوني وإسمُ زبيبة ٍ
إنْ قَصَّرَتْ عَنْ هِمَّتي أعدَائي
فَلِئنْ بَقيتُ لأَصْنَعَنَّ عَجَائِباً
ولأُبْكمنَنَّ بَلاَغَة َ الفُصحَاءِ

مدحت الجزيرة 21/9/2016 02:15 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
عنترة بن شداد

لئن أكُ أسوداً فالمسكُ لوني


لئن أكُ أسوداً فالمسكُ لوني
ومَا لِسوادِ جِلدي منْ دواء
وَلَكِنْ تَبْعُدُ الفَحْشاءُ عَني
كَبُعْدِ الأَرْضِ عَنْ جوِّ السَّماء

مدحت الجزيرة 21/9/2016 02:15 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
عنترة بن شداد

كَمْ يُبْعِدُ الدَّهْرُ مَنْ أَرْجُو أُقارِبُهُ


كَمْ يُبْعِدُ الدَّهْرُ مَنْ أَرْجُو أُقارِبُهُ
عنِّي ويبعثُ شيطاناً أحاربهُ
فيالهُ من زمانٍ كلَّما انصرفتْ
صروفهُ فتكتْ فينا عواقبهُ
دَهْرٌ يرَى الغدْرَ من إحدَى طبَائِعهِ
فكيْفَ يَهْنا بهِ حُرٌّ يُصَاحِبُهُ
جَرَّبْتُهُ وَأنا غِرٌّ فَهَذَّبَني
منْ بَعْدِما شَيَّبَتْ رَأْسي تجَاربُهُ
وَكيْفَ أخْشى منَ الأَيَّامِ نائِبة ً
وَالدَّهْرُ أهْونُ مَا عِنْدي نَوائبُهُ
كم ليلة ٍ سرتُ في البيداءِ منفرداً
واللَّيْلُ لِلْغَرْبِ قدْ مالت كوَاكبُهُ
سيفي أنيسي ورمحي كلَّما نهمتْ
أسدُ الدِّحالِ إليها مالَ جانبهُ
وَكمْ غدِيرٍ مَزجْتُ الماءَ فيهِ دماً
عندَ الصَّباحِ وراحَ الوحش طالبهُ
يا طامعاً في هلاكي عدْ بلا طمعٍ
ولا تردْ كأسَ حتفِ أنت شاربهُ

مدحت الجزيرة 21/9/2016 02:17 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
عنترة بن شداد

لا يحْمِلُ الحِقْدَ مَنْ تَعْلُو بِهِ الرُّتَبُ


لا يحْمِلُ الحِقْدَ مَنْ تَعْلُو بِهِ الرُّتَبُ
ولا ينالُ العلى من طبعهُ الغضبُ
ومن يكنْ عبد قومٍ لا يخالفهمْ
إذا جفوهُ ويسترضى إذا عتبوا
قدْ كُنْتُ فِيما مَضَى أَرْعَى جِمَالَهُمُ
واليَوْمَ أَحْمي حِمَاهُمْ كلَّما نُكِبُوا
لله دَرُّ بَني عَبْسٍ لَقَدْ نَسَلُوا
منَ الأكارمِ ما قد تنسلُ العربُ
لئنْ يعيبوا سوادي فهوَ لي نسبٌ
يَوْمَ النِّزَالِ إذا مَا فَاتَني النَسبُ
إِن كُنتَ تَعلَمُ يا نُعمانُ أَنَّ يَدي
قَصيرَةٌ عَنكَ فَالأَيّامُ تَنقَلِبُ
اليَومَ تَعلَمُ يا نُعمانُ أَيَّ فَتىً يَلقى
أَخاكَ الَّذي قَد غَرَّهُ العُصَبُ
إِنَّ الأَفاعي وَإِن لانَت مَلامِسُها
عِندَ التَقَلُّبِ في أَنيابِها العَطَبُ
فَتًى يَخُوضُ غِمَارَ الحرْبِ مُبْتَسِماً
وَيَنْثَنِي وَسِنَانُ الرُّمْحِ مُخْتَضِبُ
إنْ سلَّ صارمهُ سالتَ مضاربهُ
وأَشْرَقَ الجَوُّ وانْشَقَّتْ لَهُ الحُجُبُ
والخَيْلُ تَشْهَدُ لي أَنِّي أُكَفْكِفُهَا
والطّعن مثلُ شرارِ النَّار يلتهبُ
إذا التقيتُ الأعادي يومَ معركة ٍ
تَركْتُ جَمْعَهُمُ المَغْرُور يُنْتَهَبُ
لي النفوسُ وللطّيرِاللحومُ ولل
وحْشِ العِظَامُ وَلِلخَيَّالَة ِ السَّلَبُ
لا أبعدَ الله عن عيني غطارفة ً
إنْساً إذَا نَزَلُوا جِنَّا إذَا رَكِبُوا
أسودُ غابٍ ولكنْ لا نيوبَ لهم
إلاَّ الأَسِنَّة ُ والهِنْدِيَّة ُ القُضْبُ
تعدو بهمْ أعوجيِّاتٌ مضَّمرة ٌ
مِثْلُ السَّرَاحِينِ في أعناقها القَببُ
ما زلْتُ ألقى صُدُورَ الخَيْلِ منْدَفِقاً
بالطَّعن حتى يضجَّ السَّرجُ واللَّببُ
فا لعميْ لو كانَ في أجفانهمْ نظروا
والخُرْسُ لوْ كَانَ في أَفْوَاهِهمْ خَطَبُوا
والنَّقْعُ يَوْمَ طِرَادِ الخَيْل يشْهَدُ لي
والضَّرْبُ والطَّعْنُ والأَقْلامُ والكُتُبُ

مدحت الجزيرة 21/9/2016 02:17 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
عنترة بن شداد

ألا ياعبلُ قد زادَ التصابيْ


ألا ياعبلُ قد زادَ التصابيْ
ولجَّ اليومَ قومُكِ في عذابي
وظلَّ هواكِ ينمو كلَّ يومٍ
كما ينْمو مشيبي في شَبابي
عتبتُ صروفَ دهري فيكِ حتى
فَني وأَْبيكِ عُمْري في العِتابِ
وَلاقيْتُ العِدى وحفِظتُ قوْماً
أضاعُوني وَلمْ يَرْعَوا جَنابي
سلي يا عبلُ عنَّا يومَ زرنا
قبائل عامرٍ وبني كلابِ
وكمْ من فارس خلّيتُ مُلقى
خضيب الراحتينِ بلا خضابِ
يحركُ رجلهُ رعباً وفيهِ
سنانُ الرُّمح يلمعُ كالشَّهابِ
قتلنا منهمُ مئتين حرَّا
وألفاً في الشِّعابِ وفي الهضابِ

مدحت الجزيرة 21/9/2016 02:18 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
عنترة بن شداد

سَلا القلبَ عَمّا كان يهْوى ويطْلبُ


سَلا القلبَ عَمّا كان يهْوى ويطْلبُ
وأصبحَ لا يشكو ولا يتعتبُ
صحا بعدَ سُكْرٍ وانتخى بعد ذِلَّة ٍ
وقلب الذي يهوى ْ العلى يتقلبُ
إلى كمْ أُداري من تريدُ مذلَّتي
وأبذل جهدي في رضاها وتغضبُ
عُبيلة ُ! أيامُ الجمالِ قليلة ٌ
لها دوْلة ٌ معلومة ٌ ثمَّ تذهبُ
فلا تحْسبي أني على البُعدِ نادمٌ
ولا القلبُ في نار الغرام معذَّبُ
وقد قلتُ إنِّي قد سلوتُ عَن الهوى
ومَنْ كان مثلي لا يقولُ ويكْذبُ
هَجرتك فامضي حيثُ شئتِ وجرِّبي
من الناس غيري فاللبيب يجرِّبُ
لقدْ ذلَّ منْ أمسى على رَبْعِ منْزلٍ
ينوحُ على رسمِ الدَّيار ويندبُ
وقدْ فاز منْ في الحرْب أصبح جائلا
يُطاعن قِرناً والغبارُ مطنبُ
نَدِيمي رعاكَ الله قُمْ غَنِّ لي على
كؤوسِ المنايا مِن دمٍ حينَ أشرَبُ
ولاَ تسقني كأْسَ المدامِ فإنَّها
يَضلُّ بها عقلُ الشُّجَاع وَيذهَبُ

مدحت الجزيرة 21/9/2016 02:19 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
عنترة بن شداد

يُذبِّبُ وَردٌ على إثره


يُذبِّبُ وَردٌ على إثره
وأمْكنَهُ وَقع مِرد خَشِبْ
تتابعَ لا يبتغى غيرها
بأَبيَضَ كالْقبَس الملْتَهبْ
فمنْ يكُ في قتلهِ يمتري
فإن أبا نَوْفَلٍ قدْ شَجبْ
وغادرْتُ نضْلة َ في معْرَكٍ
يَجُرُّ الأَسِنَّة َ كالمُحْتَطِب

مدحت الجزيرة 21/9/2016 02:20 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
عنترة بن شداد

كأَنَّ السرَايا بينَ قَوٍّ وقارة ٍ


كأَنَّ السرَايا بينَ قَوٍّ وقارة ٍ
عصائِبُ طَير ينْتَحينَ لِمشْرَبِ
وقدْ كنْتُ أخشى أنْ أمُوتَ ولم تَقمْ
قرائِبُ عمروٍ وسْطَ نَوْحٍ مُسلَّبِ
شَفى النفس منَّي أودَنا منْ شفائِها
ترَدَّيهم منْ حالقٍ متصوبِ
تصيح الردينياتُ في حجباتهمْ
صياحَ العَوالي في الثقافِ المثقبِ
كتائبُ تزجى فوقَ كلَّ كتيبة ٍ
لوَاءٌ كظلِّ الطَّائر المتقلِّبِ

مدحت الجزيرة 21/9/2016 02:21 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
عنترة بن شداد

لا تذكري مهري وما أطعمتهُ


لا تذكري مهري وما أطعمتهُ
فيكونُ جلدكِ مثلَ جلدِ الأجربِ
إنَّ الغَبُوقَ لهُ وأنْتِ مسوءَة
ٌ فتأَوَّهي ما شئْتِ ثمَّ تحَوَّبي
كذَبَ العَتيقُ وماءُ شنٍّ باردٍ
إنْ كُنتِ سائِلَتي غبُوقاً فاذهبي
إنَّ الرِّجالَ لهمْ إليْكِ وسيلَة ٌ
إنْ يأْخذوكِ تكحَّلي وتخضَّبي
ويكُونُ مرْكبُكِ القَعُودَ ورَحْلهُ
وابنُ النَّعامَة ِ يَوْمَ ذلكَ مَرْكبي
إِنيَّ أحاذرُ أنْ تقولَ ظعينتي
هذَا غُبارٌ ساطعٌ فتَلَبَّب
وأنا امْرُؤٌ إنْ يأْخذوني عَنوَة ً
أقرنْ إلى شرَّالركابِ وأُجنبِ

مدحت الجزيرة 21/9/2016 02:22 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
عنترة بن شداد

حسناتي عند الزَّمانِ ذنوبُ


حسناتي عند الزَّمانِ ذنوبُ
وفعالي مذمة ٌ وعيوبُ
ونصيبي منَ الحبيبِ بعادٌ
وَلغيْري الدُّنوُّ منهُ نَصيبُ
كلَّ يوْمٍ يَبْري السِّقامُ محباً
منْ حَبيبٍ ومَا لسُقمي طبيبُ
فكأنَّ الزمانَ يهوى حبيباً
وكأَنِّي على الزَّمانِ رَقيبُ
إنَّ طَيْفَ الخيالِ يا عبْلَ يَشفي
وَيداوي بهِ فؤادي الكئيبُ
وهلاكي في الحبِّ أهوَنُ عندي
منْ حياتي إذا جفاني الحبيبُ
يا نسيم الحجازِ لولاكِ تطفي
نارُ قلْبي أَذابَ جسْمي اللَّهيبُ
لكَ منِّي إذا تَنفَّستُ حَرٌّ
ولرَيَّاكَ منْ عُبيلة َ طيبُ


نكملها بكره
ان شاء الله
تحيتى

مدحت الجزيرة 21/9/2016 02:23 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 

ولقد ناحَ في الغُصونِ حمامٌ
فشجَاني حنينُهُ والنَّحيبُ
باتَ يشكُو فِراقَ إلفٍ بَعيدٍ
وَينادِي أَنا الوحيدُ الغريبُ
ياحمامَ الغصونِ لو كنتَ مثلي
عاشقاً لم يرُقكَ غُصْنٌ رَطيبُ
فاتركِ الوجدَ والهوى لمحبٍ
قلبُهُ قدْ أَذَابَهُ التَّعْذِيبُ
كلُّ يومٍ لهُ عتابٌ معَ الدَّه
رِ وأَمْرٌ يَحارُ فيهِ اللَّبيبُ
وَبلايا ما تنقضي ورزايا
مالها منْ نهاية ٍ وخطوبُ
سائلي يا عبيلَ عني خبيراً
وَشُجاعاً قَدْ شيَّبَتهُ الحُرُوبُ
فسينبيكِ أنَّ في حدَّ سيفي
ملكُ الموتِ حاضرٌ لا يغيبُ
وسِناني بالدَّارعينَ خَبيرٌ
فاسأليهِ عما تَكون القلوبُ
كمْ شُجاعٍ دَنا إليَّ وَنادَى
يا لَقَوْمي أَنا الشُّجاعُ المَهيبُ
ما دَعاني إلاَّ مَضى يَكْدِمُ الأَرْ ض
وَقَدْ شُقَّتْ عَلَيْهِ الجُيُوبُ
ولسمرِ القَنا إليَّ انتسابٌ
وَجَوَادي إذَا دَعاني أُجيبُ
يضحكُ السَّيفُ في يدي وَينادي
ولهُ في بنانِ غيري نحيبُ
وهوَ يَحْمي مَعِي على كلِّ قِرْنٍ
مثلما للنسيبِ يحمي النسيبُ
فدعوني منْ شربِ كأسِ مدامِ
منْ جوارٍ لهنَّ ظرفٌ وطيبُ
وَدَعُوني أَجُرُّ ذَيلَ فخَارٍ
عِندَما تُخْجِلُ الجبانَ العُيُوبُ

مدحت الجزيرة 21/9/2016 02:24 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
عنترة بن شداد

دَعني أَجِدُّ إلى العَلْيَاءِ في الطَّلبِ


دَعني أَجِدُّ إلى العَلْيَاءِ في الطَّلبِ
وأبلغُ الغاية َ القصوى منَ الرتبِ
لعلَّ عبلة َ تضحى وهيَ راضية ٌ
على سوادي وتمحوصورة َ الغضبِ
إذا رَأتْ سائرَ الساداتِ سائرة ً
تَزورُ شِعْري برُكْنِ البَيْتِ في رَجبِ
يا عبْلَ قُومي انظُري فِعْلي وَلا تسَلي
عني الحسودَ الذي ينبيكِ بالكذبِ
إن أقبلتْ حدقُ الفرسانِ ترمقني
وكلُّ مقدام حربٍ مالَ للهربِ
فَما ترَكْتُ لهُمْ وجْهاً لِمُنْهَزمِ
ولاّ طريقاً ينجيهم من العطبِ
فبادري وانظري طعناً إذا نظرتْ
عينُ الوليدِ إليه شابَ وهو صبيِ
خُلِقْتُ للْحَرْبِ أحميها إذا بَردَتْ
وأصطلي نارها في شدَّة اللهبِ
بصَارِمٍ حَيثُما جرَّدْتُهُ سَجَدَتْ
له جبابرة ُ الأعجامِ والعربِ
وقدْ طَلَبْتُ منَ العَلْياءِ منزلة
بصارمي لا بأُمِّي لا ولا بأَبي
فمنْ أجابَ نجا ممَّا يحاذره
ومَنْ أَبى طَعمَ الْحَربِ والحَرَبِ

مدحت الجزيرة 21/9/2016 02:25 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 


عنترة بن شداد

أُعاتِبُ دَهراً لاَ يلِينُ لعاتبِ


أُعاتِبُ دَهراً لاَ يلِينُ لعاتبِ
وأطْلُبُ أَمْناً من صُرُوفِ النَّوائِبِ
وتُوعِدُني الأَيَّامُ وعْداً تَغُرُّني
وأعلمُ حقاً أنهُ وعدُ كاذبِ
خَدَمْتُ أُناساً وَاتَّخَذْتُ أقارباً
لِعَوْنِي وَلَكِنْ أصْبَحُوا كالعَقارِبِ
يُنادُونني في السِّلم يا بْنَ زَبيبة ٍ
وعندَ صدامِ الخيلِ يا ابنَ الأطايبِ
ولولا الهوى ما ذلَّ مثلي لمثلهم
ولا خَضعتْ أُسدُ الفَلا للثَّعالبِ
ستذكرني قومي إذا الخيلُ أصبحتْ
تجولُ بها الفرسانُ بينَ المضاربِ
فإنْ هُمْ نَسَوْني فالصَّوَارمُ والقَنا
تذكرهمْ فعلي ووقعَ مضاربيِ
فيَا لَيْتَ أَنَّ الدَّهْرَ يُدني أَحبَّتي
إليَّ كما يدني إليَّ مصائبيِ
ولَيْتَ خيالاً مِنكِ يا عبلَ طارقاً
يرى فيضَ جفني بالدموعِ السواكبِ
سأَصْبِرُ حَتَّى تَطَّرِحْني عَواذِلي
وحتى يضجَّ الصبرُ بين جوانبيِ
مقامكِ في جوِّ السماء مكانهُ
وَباعِي قَصيرٌ عَنْ نوالِ الكَواكِبِ

مدحت الجزيرة 21/9/2016 02:26 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 


عنترة بن شداد

وغَداة َ صَبَّحْنَ الجِفارَ عوابساً


وغَداة َ صَبَّحْنَ الجِفارَ عوابساً
يَهْدي أوَائِلَهُنَّ شُعْثٌ شُزَّب


للقاء اخر
تحيتى

انطونى سات 21/9/2016 02:29 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 

مدحت الجزيرة 21/9/2016 02:42 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انطونى سات (المشاركة 4678905)

بدون ادنى شك
مرورك هنا
يعنى
انك من المثقفين
اشكرك لتنوير الموضوع
بزيارته


تحيتى

مدحت الجزيرة 23/9/2016 12:09 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 

ابراهيم ناجى
ذات مساء


وانتحينا معا مكاناً قصياً
نتهادى الحديث أخذاً وردّا
سألتني مللتنا أم تبدلتَ
سوانا هوىً عنيفاً ووجدا
قلت هيهات! كم لعينيكِ عندي
من جميلٍ كم بات يهدى ويسدى
انا ما عشت أدفع الدين
شوقا وحنينا إلى حماكِ وسهدا
وقصيداً مجلجلاً كل بيتٍ
خلفَه ألفُ عاصفٍ ليس يهدا
ذاك عهدي لكن قلبك لم يقض
ديونَ الهوى ولم يرعَ عهدا
والوعودُ التي وعدتِ فؤادي
لا أراني أعيش حتى تؤدَّى

مدحت الجزيرة 23/9/2016 12:12 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
ابراهيم ناجى
دَين الأحياء


دَينٌ . . . وهذا اليومُ يومُ وفاءِ
كم منَّةٍ للميْتِ في الاحياءِ!
إن لَم يكن يُجزَى الجزاءَ جميعَه
فلعلَّ في التذكار بعضَ جزاءِ
يا ساكنَ الصحراء منفرداً
بها مستوحشاً في غربةٍ وتنائي
هل كنتَ قبلاً تستشفّ سكونَها
وترى مقامَك في العراء النائي
فأتيتَ - والدنيا سرابٌ كلها-
تروي حديثَ الحبِّ في الصحراءِ
ووصفتَ قيساً في شديدِ بلائه
ظمآن يطلب قطرةً من ماءِ
ظمآن حين الماء ليلى وحدُها
عزَّت عليه ولَم تُتح لظماءِ!
هيمان يضرب في الهواجر
حالماً بظلال تلك الجنة الفيحاءِ
فاذا غفا فلطيفها، وإذا هفا
فلوجهها المستعذبِ الوضّاءِ
يا للقلوب لقصةٍ بقيت
على قِدم الدهور جديدةَ الأنباءِ
هي قصةُ الطيف الحزين، وصورةُ
القلب الطعين، مجللاً بدماءِ
هي قصةُ الدنيا، وكم
من آدم منا له دمعٌ على حوّاءِ
كل به قيسٌ إذا جنَّ الدجى
نزع الإباءَ وباح بالبرحاءِ
فاذا تداركه النهارُ طوى المدا
معَ في الفؤاد وظُنَّ في السعداء
لا تعلم الدنيا بما في قلبه
من لوعةٍ ومرارةٍ وشقاء
كلٌّ له "ليلى" ومن لَم يَلقها
فحياته عبثٌ ومحضُ هباءِ
كلٌّ له "ليلى" يرى في حبها
سرّ الدُّنى وحقيقة الأشياءِ
ويرى الأماني في سعير غرامها
ويرى السعادةَ في أتمِّ شقاءِ
الكونُ في احسانها والعمرُ
عند حنانها، والخلدُ يومُ لقاءِ
يا للقلوب لقصةٍ محزونةٍ
لم تُروَ إلاَّ روِّحَتْ ببكاءِ
خلُدت على الدنيا وزادت روعةً
ممّا كساها سيدُ الشعراءِ
خلدتْ على الدنيا وزادت روعةً
من جودة التمثيل والإلقاءِ
من فنّ (زينبها) ومن (علاّمها)
زين الشباب وقدوةِ النبغاء


الساعة الآن 06:59 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir