المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نوادر من الادب العربى ...


مدحت الجزيرة
12/9/2016, 03:29 AM
اخوانى الافاضل

للعرب قديما نوادر مُضحكه
نوادر لها مدلولاتها الحياتية
نتعلم منها ما يُفيدونا بحياتنا
عموما اخوانى الافاضل
الموضوع شيق وجميل ومُفيد
اتمنى الاستمتاع بهذه النوادر
..........

مر الفرزدق بامرأة
وعليه ثوب مزركش فتعرّض لها
فقالت جاريتها
ما أحسن هذا البُرد ؟
فقال
هل لك أن أقبّل مولاتك وأهب لها هذا البُرد ؟
فقالت الجارية لمولاتها
ماذا يضرك من هذا الأعرابي الذي لا يعرفه الناس ؟
فأذنت له فقبّلها وأعطاها البُرد ثم قال للجارية
أسقني ماءً فجاءته الجارية بماء في قدح زجاج
ولما وضعته في يده ألقاه من يده فانكسر
وقعد مكانه إلى أن جاء صاحب الدار فقال
يا أبا فراس ألك حاجة ؟
قال : لا
ولكني استقيت من هذه الدار ماء
فأتيتُ بقدح من زجاج
فوقع الإنــاء من يدي وانكسر فأخذوا بردي رهناً
فدخل الرجل وشتم أهله وقال
ردوا على الفرزدق برده

قال هاشم بن القاسم
جمعني والفرزدق مجلس فتجاهلته
وقلت له
من أنت ؟
قال : أما تعرفني ؟
قلت : لا
قال : فأنا أبوفراس
قلت : ومن أبوفراس ؟
قال : أنا الفرزدق
قلت : ومن الفرزدق ؟
قال : أوما تعرف الفرزدق ؟
قلت : أعرفه أنه شيء يتخذه النساء
عندنا يتسمن به وهو الفتوت
فضحك الفرزدق وقال
الحمد لله الذي جعلني في بطون نسائكم

دخل أعرابي على معاويـه بعد أن استأذن حاجبه
وقال له أنـا أخوه ابن أمه وأبيه فسأله معاويه
تقول أنك أخي ؟
قال : نعم أخوك ابن أمك حواء وأبيك آدم
فصاح معاويـة : يا غلام أعطه درهم
فقال الأعرابي : درهم !
أتعطي لأخيك ابن أمك وأبيك درهماً واحداً
فقال معاويـه
يا أخي لو أنني أعطيتُ كل ما في بيت المسلمين
لإخوتنا من آدم وحواء لما بلغك هذا الدرهم

خرج المهدي إلى الصيد يوماً
برفقة علي بن سليمان ومعهم أبو دلامة
وكان أبو دلامة يكره علي بن سليمان كثيراً
فاصطاد المهدي ظبياً واصطاد علي بن سليمان كلباً
من كلاب الصيد فارتجل أبودلامة يقول
قد رمى المهدي ظبياً شك بالسهم فؤاده
وعلي بن سليمان رمى كلباً فصاده
فهنيئاً لهما كل فتى يأكل زاده
المهدي
هو ابن أبي جعفر المنصور
ووالد هارون الرشيد
وثالث خلفاء بني العباس
بويع بالخلافة عام 158 هجري

للقاء اخر
تحيتى

مدحت الجزيرة
12/9/2016, 03:40 AM
صوت صفير البلبل

كان الخليفة العباسي
أبو جعفر المنصور يضيق على الشعراء
فهو كان يحفظ القصيدة من أول مرة يسمعها فيها
فكان يدعي بأنه سمعها من قبل
فبعد أن ينتهي الشاعر من قول القصيدة
يقوم الأمير بسرد القصيدة إليه
و كان لديه غلام يحفظ القصيدة
بعد أن يسمعها مرتين فكان يأتي به ليسردها
بعد أن يقولها الشاعر و من ثم الخليفة
و كان لديه جارية تحفظ القصيدة من المرة الثالثة
فيأتي بها لتسردها بعد الغلام
ليؤكد للشاعر بأن القصيدة قد قيلت من قبل
و هي في الواقع من تاأليفه
و كان يعمل هذا مع كل الشعراء
فأصيب الشعراء بالخيبة و الإحباط
خاصة أن الخليفة كان قد وضع مكافأة للقصيدة
التي لا يستطيع سردها وزن ما كتبت عليه ذهبا
فسمع الأصمعي بذلك فقال
إن بالأمر مكر
فأعد قصيدة منوعة الكلمات
وغريبة المعاني و لبس لبس الأعراب
و تنكر حيث أنه كان معروفاً
لدى الأمير فدخل على الأمير وقال
إن لدي قصيدة أود أن ألقيها عليك
و لا أعتقد أنك سمعتها من قبل
فقال له الأمير هات ما عندك
فألقى عليه القصيدة التالية

صـوت صــفير الـبلبـلي
هيج قـــلبي الثمــلي

المـــــــاء والزهر معا
مــــع زهرِ لحظِ المٌقَلي

و أنت يا ســـــــــيدَ لي
وســــــيدي ومولي لي

فكــــــــم فكــــم تيمني
غُـــزَيلٌ عقــــــــــيقَلي

قطَّفتَه من وجــــــــــنَةٍ
من لثم ورد الخــــجلي

فـــــــقال لا لا لا لا لا
وقــــــــد غدا مهرولي

والخُـــــوذ مالت طربا
من فعل هـــذا الرجلي

فــــــــولولت وولولت
ولـــــي ولي يا ويل لي

فقلت لا تولولـــــــــي
وبيني اللؤلؤ لــــــــــي

قالت له حين كـــــــذا
انهض وجــــــد بالنقلي

وفتية سقــــــــــــونني
قـــــــــهوة كالعسل لي

شممـــــــــــتها بأنافي
أزكـــــــى من القرنفلي

في وســط بستان حلي
بالزهر والســـــرور لي

والعـــود دندن دنا لي
والطبل طبطب طب لـي

طب طبطب طب طبطب
طب طبطب طبطب طب لي

والسقف سق سق سق لي
والرقص قد طاب لي

شـوى شـوى وشــــاهش
على ورق ســـفرجلي

وغرد القمري يصـــــيح
ملل فـــــــــــي مللي

ولــــــــــــو تراني راكبا
علــــى حمار اهزلي

يمشي علــــــــــــى ثلاثة
كمـــــشية العرنجلي

والناس ترجــــــــم جملي
في الســوق بالقلقللي

والكـــــــــل كعكع كعِكَع
خلفي ومـــن حويللي

لكـــــــــــن مشيت هاربا
من خشـــية العقنقلي

إلى لقاء مــــــــــــــــلك
مــــــــــعظم مبجلي

يأمر لي بخـــــــــــــلعة
حمـــراء كالدم دملي

اجــــــــــــر فيها ماشيا
مبغــــــــــددا للذيلي

انا الأديب الألمــعي من
حي ارض الموصلي

نظمت قطــــعا زخرفت
يعجز عنها الأدبو لي

أقول في مطلعــــــــــها
صوت صفير البلبلي

حينها أسقط في يد الأمير
فقال : يا غلام يا جارية
قالوا : لم نسمع بها من قبل يا مولاي
فقال الأمير : أحضر ما كتبتها عليه
فنزنه و نعطيك وزنه ذهباً
قال : ورثت عمود رخام من أبي
و قد كتبتها عليه
لا يحمله إلا عشرة من الجند
فأحضروه فوزن الصندوق كله
فقال الوزير : يا أمير المؤمنين ما أظنه إلا الأصمعي
فقال الأمير : أمط لثامك يا أعرابي
فأزال الأعرابي لثامه فإذا به الأصمعي
فقال الأمير
أتفعل ذلك بأمير المؤمنين يا أصمعي؟!
قال : يا أمير المؤمنين
قد قطعت رزق الشعراء بفعلك هذا
قال الأمير : أعد المال يا أصمعي
قال : لا أعيده
قال الأمير : أعده
قال الأصمعي
بشرط
قال الأمير
فما هو ؟
قال أن تعطي الشعراء
على نقلهم و مقولهم
قال الأمير
لك ما تريد

للقاء اخر
تحيتى





]

مدحت الجزيرة
12/9/2016, 04:01 AM
يُحكى أن نُصيب
لما أصاب من المال ما أصاب
وكان عنده أم مِحجن
وكانت سوداء
اشتاق إلى البياض فتزوج امرأة سِرية بيضاء
فغضبت أم مِحجن وغارت عليه
فقال لها
والله يا أم مِحجن ما مثلي يُغار
عليه إني شيخٌ كبير
وما مثلك يغار وإنكِ لعجوزٌ كبيرة
وما أحدٍ أكرمَ عليَّ منكِ
ولا أوجبَ حقاً فلا تهتمي لهذا الأمر
ولا تكدريه عليَّ فرضيت وقرت ثم قال
لها بعد ذلك
هل لكِ أن أجمع إليكِ زوجتي الجديدة
فهو أصلح لذات البين
وألمُ للشعث وأبعدُ للشماتة ؟
فقالت
نعم افعل واعطاها ديناراً وقال لها
إني أكره أن ترى بكِ خصاصة
وأن تَفَضَّل عليكِ فاعملي لها إذا اصبحت عندكِ
غداءاً بهذا الدينار ثم أتى زوجته الجديدة فقال لها
إني أردتُ أن أجمعك إلى
أم مِحجن غداَ وهي مُكرمتك
وأكره أن تفضل عليك أم مِحجن فخذي
هذا الدينار
فأهدي لها به إذا أصبحتِ عندها غداَ
لئلا ترى بكِ خصاصة
ولاتذكري لها الدينار
ثم أتى صاحباً له يستنصحه
فقال: إني أريد أن أجمع
زوجتي الجديدة إلى أم مِحجن غداَ
فاتني مُسلِّماَ فإني سأستجلسك للغداء
فإذا تغديت فسلني عن أحبهما إليَّ
فإني سأنفُرُ وأعظم ذلك فإن أبيت عليك
ألا أخبرك فاحلف عليَّ فلمَّا كان الغد
زارت زوجته الجديد وأهدت لأم مِحجن
ومر صديقه فاستجلسه
فلمَّا تغديا أقبل الرجل عليه
يا أبا مِحجن أُحبُ أن
تُخبرني عن أحبَّ زوجتيك إليك فقال
سبحان الله أتسألني عن هذا
وهما يسمعان ؟
ماسئل عن مثل هذا أحد
قال فإني أقسم عليك لتخبرني
فوالله لاعذرتك ولاأقبل ذلك قال
أما إذا فعلت فأحبهما إليَّ صاحبة الدينار
والله لاأزيدك على هذا شيئا
فأعرضت كلَّ واحدة منهما تضحك
ونفسها مسرورة
وهي تظن أنه عناها بذلك القول

للقاء اخر
تحيتى

مدحت الجزيرة
12/9/2016, 04:08 AM
قال الأصمعي
بينما أنا أسير في البادية
إذ مررت بحجر مكتوب عليه هذا البيت


أيا معشر العشاق بالله خبروا
إذا حل عشق بالفتى كيف يصنعُ

فكتبت تحته
يداري هواه ثم يكتـم سـره
ويخشع في كل الأمور و يخضعُ


ثم عدت في اليوم الثاني
فوجدت مكتوباً تحته
فكيف يداري والهوى قاتل الفتى
وفي كـل يـوم قلبـه يتقطـعُ

فكتبت تحته
إذا لم يجد صبراً لكتمان سره
فليس له شيء
سوى الموت أنفعُ

ثم عدت في اليوم الثالث
فوجدت شاباً ملقى
تحت ذلك الحجـر ميتاً
وقـد كتب قبل موتـه


سمعنا وأطعنا ثم متنا فبلغوا
سلامي على من كان للوصل يمنعُ
للقاء اخر
تحيتى

مدحت الجزيرة
14/9/2016, 01:00 AM
حكى الأصمعي
قال

كنتُ أسير في أحد شوارع الكوفة
فإذا بأعرابي يحمل قطعةً من القماش
فسألني أن أدلّه على خياطٍ قريب
فأخذته إلى خياطٍ يُدعى زيداً
وكان الخياط أعورا
فقال الخياط للأعرابي
والله لأُخيطنّه خياطةً
لا تدري أقباء هو أم دراج

فقال الأعرابي
والله لأقولن فيك شعراً
لا تدري أمدحٌ هو أم هجاء
فلما أتم الخياط الثوب أخذه الأعرابي
ولم يعرف هل يلبسه على أنه قباء أم دراج
فقال
خَاطَ لي زَيْدٌ قِبَاء
ليتَ عينيه سِوَاء
فلم يعرف الخياط أمدحٌ هو أم هجاء

للقاء اخر
تحيتى

مدحت الجزيرة
14/9/2016, 01:01 AM
أهدى أحد الشعراء
إلى صديق له اسمه
( توفيق )
حذاء
أكرمكم الله

وكتب معه هذين البيتين

لقـــد أهــديت توفيقاً حذاء

فقـــال القائلــــون وماعليه

أما قال الفتى العربي يوما

شبيه الشيء منجذب إليه

فرد عليه
( توفيق )
قائلا

لو كان تهدى إلى الإنسان قيمته

كانت هديتك الدنيا وما فيهــا

لكنْ تقبلت هذا النعل معتقداً

أن الهدايا على مقدار مهديها

للقاء اخر
تحيتى

مدحت الجزيرة
14/9/2016, 01:03 AM
قال أبو نواس

( وهو الشاعر الفارسي الأصل )
يتهكم بالشعراء العرب الأوائل
الذين يفتتحون قصائدهم غالبا
بمشهد الوقوف على الأطلال

قل لمن يبكي على رسم درس

اقفا ماضر لو كان جلس

للقاء اخر
تحيتى

مدحت الجزيرة
14/9/2016, 01:16 AM
كان لأبي الأسود
الدؤلي
جارا متطفلا لايأتيه إلا وقت الطعام
فيأكل ما بين يديه ولا يترك له شيئا
وكان من طبيعة هذا المتطفل
أن يشد أبا الأسود لكلامه
وهو ينشغل بالأكل ففطم أبو الأسود إلى نيته
فأتاه مرة وهو يتغدى في السوق
فجلس المتطفل بجانبه وسلم عليه
فرد أبو الأسود السلام
ثم قال له
إني مررتُ بأهلك
قال أبو الأسود
كذلك كان طريقك
قال
وامرأتك حبلى
قال أبو الأسود
كذلك كان عهدي بها
قال
فقد ولدت
قال أبو الأسود
كان لابد لها أن تلد
قال
ولدت غلامين
قال أبو الأسود
كذلك كانت أمها
قال
مات أحدهما
قال أبو الأسود
ما كانت تقوى على إرضاع الاثنين
قال
ثم مات الآخر
قال أبو الأسود
ما كان ليقوى على البقاء بعد موت أخيه
قال
وماتت الأم
قال أبو الأسود
ماتت حزنا على ولديها
قال
ما أطيب طعامك !
قال أبو الأسود
لذلك أكلته وحدي و والله لاذقته يا متطفل

للقاء اخر
تحيتى

مدحت الجزيرة
14/9/2016, 01:19 AM
من نوادر الأصمعي

قال الأصمعي لأعرابي
أتقول الشعر ؟
قال الأعرابي
أنا ابن أمه وأبيه
فغضب الأصمعي فلم يجد قافية
أصعب من الواو الساكنة المفتوح ما قبلها مثل
(لَوْ)
قال فقلت : أكمل
فقال : هات
فقال الأصمعي

قــومٌ عهدناهــم
سقاهم الله من النو

الأعرابي
النو تلألأ في دجا ليلةٍ
حالكة مظلمةٍ لـو

فقال الأصمعي
لو ماذا ؟

فقال الأعرابي
لو سار فيها فارس لانثنى
على به الأرض منطو
قال الأصمعي : منطو ماذا ؟
الأعرابي :
منطوِ الكشح هضيم الحشا
كالباز ينقض من الجو

قال الأصمعي
الجو ماذا ؟

الأعرابي
جو السما والريح تعلو به
فاشتم ريح الأرض فاعلو

الأصمعي : اعلو ماذا ؟

الأعرابي
فاعلوا لما عيل من صبره
فصار نحو القوم ينعو

الأصمعي : ينعو ماذا ؟

الأعرابي
ينعو رجالاً للقنا شرعت
كفيت بما لاقوا ويلقوا
الأصمعي : يلقوا ماذا ؟

الأعرابي
إن كنت لا تفهم ما قلته
فأنت عندي رجل بو

الأصمعي : بو ماذا ؟

الأعرابي
البو سلخ قد حشي جلده
بأظلف قرنين تقم أو

الأصمعي : أوْ ماذا ؟

الأعرابي
أو أضرب الرأس بصيوانةٍ
تقـول في ضربتها قـو

قال الأصمعي
فخشيت أن أقول قو ماذا
فيأخذ العصى ويضربني!!

للقاء اخر
تحيتى

مدحت الجزيرة
14/9/2016, 01:20 AM
رحلة الأصمعي

من عجائب ما قابل الأصمعي
وهو يبحث عن اللغة
بين البدو والأعراب ماروى عن نفسه
فقال
بينما أنا أسير في طريق اليمن
إذا أنا بغلام واقف في الطريق
يناجي ربه بأبيات من الشعر وهي

يَا فَاطِرَ الْخَلْقِ الْبَدِيعِ وَكَافِلاً
رِزْقَ الْجَمِيعِ سِحَابُ جُودِكَ هَاطِلُ
يَا مُسْبِغَ الْبَرِّ الْجَزِيلِ وَمُسْبِلَ السِّـ
ـتْرِ الْجَمِيلِ عَمِيمُ طَوْلِكَ طَائِلُ
يَا عَالِمَ السِّرِّ الْخَفِيّ وَمُنْجِزَ الْـ
وَعْدِ الْوَفِيِّ قَضَاءُ حُكْمِكَ عَادِلُ
عَظُمَتْ صِفَاتُكَ يَا عَظِيمُ فَجَلَّ إِنَّ
يُحْصِي الثَّنَاءَ عَلَيْكَ فِيهَا قَائِلُ
الذَّنْبُ أَنْتَ لَهُ بِمَنِّكَ غَافِرٌ
وَلِتَوْبَةِ الْعَاصِي بِحِلْمِكَ قَابِلُ
رَبٌّ يُرَبِي الْعَالَمِينَ بِبِرِّهِ
وَنَوَالُهُ أَبَدًا إِلَيْهِمْ وَاصِلُ
تَعْصِيهِ وَهُوَ يَسُوقُ نَحْوَكَ دَائِمًا
مَا لا تَكُونُ لِبَعْضِهِ تَسْتَاهِلُ
مُتَفَضِّلٌ أَبَدًا وَأَنْتَ لِجُودِهِ
بِقَبَائِح الْعِصْيَانِ مِنْكَ تُقَابِلُ
وَإِذَا دَجَى لَيْلُ الْخُطُوبِ وَأَظْلَمَتْ
سُبْلُ الْخَلاصِ وَخَابَ فِيهَا الآمِلُ
وَآيَسَتْ مِنْ وَجْهِ النَّجَاةِ فَمَا لَهَا
سَبَبٌ وَلا يَدْنُو لَهَا مُتَناوَلُ
يَأْتِيك مِنْ أَلْطَافِهِ الْفَرَجُ الَّذِي
لَمْ تَحْتَسِبْهُ وَأَنْتَ عَنْهُ غَافِلُ
يَا مُوجِدُ الأَشْيَاءِ مِنَ أَلْقَى إِلَى
أَبْوَابِ غَيْرِكَ فَهُوَ غِرٌّ جَاهِلُ
وَمَنْ اسْتَرَاحَ بِغَيْرِ ذِكْرِكَ أَوْ رَجَا
أَحَدًا سِوَاكَ فَذَاكَ ظِلٌّ زَائِلُ
عَمَلٌ أُرِيدَ بِهِ سِوَاكَ فَإِنَّهُ
عَمَلُ وَإِنْ زَعَمَ الْمُرَائي بَاطِلُ
وَإَذَا رَضِيتَ فَكُلُّ شَيْءٍ هَيِّنٌ
وَإِذَا حَصَلْتَ فَكُلُّ شَيْءٍ حَاصِلُ
أَنَا عَبْدُ سُوءٍ آبِقٌ كُلٌّ عَلَى
مَوْلاهُ أَوْزَارُ الْكَبَائِرِ حَامِلُ
قَدْ أَثَقَلَتْ ظَهْرِي الذُّنُوبُ وَسَوَّدَتْ
صُحُفِي الْعُيوُبُ وَسِتْرُ غَفْوِكَ شَامِلُ
هَا قَدْ أَتَيْتَ وَحُسْنُ ظَنِّي شَافِعِي
وَوَسَائِلِي نَدَمٌ وَدَمَعٌ سَائِلُ
فَاغْفِرْ لِعَبْدِكَ مَا مَضَى وَارْزُقْهُ تَوْ
فِيقًا لِمَا تَرْضَى فَفَضْلُكَ كَامْلُ
وَافْعَلْ بِهِ مَا أَنْتَ أَهْلُ جَمِيلِهِ
وَالظَّنُّ كُلَّ الظَّنِّ أَنَّكَ فَاعِلُ

قال
فدنوت منه وسلمت عليه فقال
ما أنا براد عليك حتى تؤدي
من حقي الذي يجب عليك
قلت: وما حقك؟
قال
أنا غلام على دين إبراهيم الخليل عليه السلام
لا أتغدى كل يوم ولا أتعشى
حتى أسير الميل والميلين في طلب الضيف
فأجبته فرحب بي وسرت معه
حتى وافينا الخيمة فصاح
يا أختاه فأجابته جارية من الخيمة
يا لبيكاه!
فقال
قومي إلى ضيفنا فقالت الجارية
حتى ابدأ بشكر المولى الذي ساقه إلينا
فصليت ركعتين لله تعالى
قال
فأدخلني الشاب الخيمة
وأجلسني وأخذ شفرة فقام إلى عناق فذبحها
قال
فلما جلست في الخيمة نظرت إلى الجارية
فإذا هي أحسن الناس وجها
فكنت أسارقها النظر ثم فطنت لي
فقالت لي: مم!
أنا علمت انه نقل عن صاحب طيبة
عليه الصلاة والسلام إنّه قال
زنى العينين النظر
أما إني ما أردت بهذا إنَّ أوبخك
ولكني أردت أن أؤدبك لئلا تعود إلى مثل هذا
فلما كان النوم بت أنا والغلام
خارج الخيمة وباتت الجارية داخلها
فكنت اسمع دوي القرآن إلى السحر
بأحسن صوت وارقه
ثم سمعت أبيات من الشعر
بأعذب لفظ وأشجى نغمة وهي

أَبَى الحبُّ أَنْ يَخْفى وَكَمْ قَدْ كَتَمْتُه
فَأَصْبَحَ عِنْدِي قَدْ أَنَاخَ وَطَنّبا
إِذَا اشْتَدَّ شَوْقِي هَامَ قَلْبِي بِذِكْرِهِ
وَ ِإْن رُمْتُ قُرْبًا مِنْ حَبِيبي تَقَرَّبَا
وَيَبْدُو فَأَفْنى ثُمَّ أُحْيَا بِهِ لَهُ
وَيُسْعِدُنِي حَتَّى أَلَذُّ وَأَطْرَبَا

فلما أصبحت قلت للغلام
صوت من سمعت؟!
قال صوت أختي تقوم الليل تناجي ربها
فإذا استروحت أنشدت هذه الأبيات وذلك دأبها كل ليلة
فقلت
أنت أحق بهذا منها إذ أنت رجل وهي امرأة!
فتبسم ثم قال
أما علمت إنّه موفق
ومخذول ومقرب ومبعد؟!
فودعتهما وانصرفت

للقاء اخر
تحيتى

مدحت الجزيرة
17/9/2016, 01:56 AM
يروى أن رجلاً دُعي
إلى حضور درس
من دروس النحو
فلما حضر لاحَظَ أنهم
"أي النحاة"
يقولون في أمثلتهم

"جاء زيدٌ"
"ضرب زيدٌ عمرًا"
"حدَّث زيدٌ عمرًا حديثًا ".. إلخ
فشعر بضيق من ذلك
وأنشأ يقول

لا إلى الــنَّحو جئتكم
لا ولا فـــيــه أرغب

دعُـــوا زيْـدًا وشَــأنه
أينـما شـَـاء يـذهـب

أنا مَــــالي ولامريء
أبدَ الــدَّهر يُـضْـــــرب

مدحت الجزيرة
17/9/2016, 01:56 AM
دخل أعرابي
على قوم يتدارسون
النحو
فجلس إليهم وأعجبه كلامهم
وما إن دخلو في الصرف
حتى خرج الأعرابي
وهو يقول


مازال أخذهم للنحو يعجبني
حتى تعاطوا كلام الزنج والروم

بمفعل فعل لاطـاب من كلم
كــأنه زجل الغربـــان والبــــوم

مدحت الجزيرة
17/9/2016, 01:57 AM
سقط الثقيل من السفينة في الدجى

فبكى عليه رفاقه وترحموا

حتى إذا طلــــع الصبــــــاح أتــــت بـه

نحو السفينة موجة تتقـدم

قـــــالت خـــذوه كما أتاني ســــــالما

لم أبتلعــــه لأنه لا يهضـم

مدحت الجزيرة
17/9/2016, 01:57 AM
قيل لأعرابي
اتحب أن تموت زوجتك ؟
قال
لا
فقيل له
ولم ؟
فقال
خوفاً من أن أموت من الفرح

مدحت الجزيرة
17/9/2016, 01:58 AM
سأل مسكين أعرابيا أن يعطيه حاجة
فقال
ليس عندي ما أعطيه للغير
فالذي عندي أنا أحق الناس به.
فقال السائل
فأين الذين يؤثرون على أنفسهم ؟
فقال الأعرابي
ذهبوا مع الذين لا يسألون الناس إلحافاً

مدحت الجزيرة
17/9/2016, 01:59 AM
من نوادر الأصمعي

قال الأصمعي لأعرابي
أتقول الشعر ؟
قال الأعرابي
أنا ابن أمه وأبيه
فغضب الأصمعي فلم يجد قافية
أصعب من الواو الساكنة
المفتوح ما قبلها مثل
(لَوْ)
قال فقلت : أكمل
فقال : هات
فقال الأصمعي

قــومٌ عهدناهــم
سقاهم الله من النو

الأعرابي
النو تلألأ في دجا ليلةٍ
حالكة مظلمةٍ لـو

فقال الأصمعي
لو ماذا ؟

فقال الأعرابي
لو سار فيها فارس لانثنى
على به الأرض منطو
قال الأصمعي : منطو ماذا ؟
الأعرابي :
منطوِ الكشح هضيم الحشا
كالباز ينقض من الجو

قال الأصمعي
الجو ماذا ؟

الأعرابي
جو السما والريح تعلو به
فاشتم ريح الأرض فاعلو

الأصمعي : اعلو ماذا ؟

الأعرابي
فاعلوا لما عيل من صبره
فصار نحو القوم ينعو

الأصمعي : ينعو ماذا ؟

الأعرابي
ينعو رجالاً للقنا شرعت
كفيت بما لاقوا ويلقوا
الأصمعي : يلقوا ماذا ؟

الأعرابي
إن كنت لا تفهم ما قلته
فأنت عندي رجل بو

الأصمعي : بو ماذا ؟

الأعرابي
البو سلخ قد حشي جلده
بأظلف قرنين تقم أو

الأصمعي : أوْ ماذا ؟

الأعرابي
أو أضرب الرأس بصيوانةٍ
تقـول في ضربتها قـو

قال الأصمعي
فخشيت أن أقول قو ماذا
فيأخذ العصى ويضربني!!

مدحت الجزيرة
17/9/2016, 01:59 AM
تنبأ أحدهم
أيام المعتصم
فلما أحضر بين يديه قال له
أنت نبي ؟
قال
نعم
قال
إلى من بُعثت ؟
قال
إليك
قال
أشهد أنك لسفيه أحمق
قال
إنما يُبعث إلى كل قوم مثلهم
فضحك المعتصم وأمر له بشيء

قال أبوالطيب اليزيدي
أخذ رجل ادعى النبوة
في أيام المهدي فأدخل عليه فقال له
أنت نبي ؟
قال
نعم
قال المهدي
وإلى من بُعثت ؟
قال
أوتركتموني أذهب إلى أحد ؟
ساعة بُعثت ثقفتموني في السجن

ادعى أحدهم النبوة في البصرة
فأتي به سليمان بن علي مقيّداً فقال له
أنت نبي مرسل ؟
قال
أما الساعة فإني نبي مقيّد
قال
ويلك ومن بعثك ؟
قال
ما هذه مخاطبة الأنبياء يا ضعيف العقل
والله لولا أني مقيّد لأمرتُ جبريل يدمدمها عليكم
قال سليمان
والمقيّد لا تُجابُ دعوته ؟
قال : نعم
الأنبياء خاصة إذا قيدوا لا يرتفع دعاؤهم
فضحك سليمان وقال
إني أطلقك الآن فأمُر جبريل
فإن أطاعك آمنا بك وصدقناك
قال
صدق الله حيث يقول
فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم
فضحك سليمان
وسأل عنه فشُهد عليه
أنه مجنون فخلى سبيله

مدحت الجزيرة
17/9/2016, 02:00 AM
كان لأبي الأسود الدؤلي

جارا متطفلا لايأتيه إلا وقت الطعام
فيأكل ما بين يديه ولا يترك له شيئا
وكان من طبيعة هذا المتطفل
أن يشد أبا الأسود لكلامه
وهو ينشغل بالأكل ففطم أبو الأسود إلى نيته
فأتاه مرة وهو يتغدى في السوق
فجلس المتطفل بجانبه وسلم عليه
فرد أبو الأسود السلام
ثم قال له
إني مررتُ بأهلك
قال أبو الأسود
كذلك كان طريقك
قال
وامرأتك حبلى
قال أبو الأسود
كذلك كان عهدي بها
قال
فقد ولدت
قال أبو الأسود
كان لابد لها أن تلد
قال
ولدت غلامين
قال أبو الأسود
كذلك كانت أمها
قال
مات أحدهما
قال أبو الأسود
ما كانت تقوى على إرضاع الاثنين
قال
ثم مات الآخر
قال أبو الأسود
ما كان ليقوى على البقاء بعد موت أخيه
قال
وماتت الأم
قال أبو الأسود
ماتت حزنا على ولديها
قال
ما أطيب طعامك !
قال أبو الأسود
لذلك أكلته وحدي
و والله لاذقته يا متطفل

۩◄عبد العزيز شلبى►۩
7/11/2022, 03:43 AM
شكراً لك اخي الكريم