المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكون يصلي فلماذا لا تصلي !؟


elbana
1/5/2006, 08:22 PM
http://img501.imageshack.us/img501/4765/w6w20050702220442bbe21bea9ql.gif



قم إلى الصلاة .. الكون يصلي ويسجد 1


ويتردد نشيد الأذان في روعة ، يعلو ويعلو ،

تجاوبه اصداء الزمان من جنبات الآفاق ،

يهيب بالناس أن ينخلعوا من دنياهم للحظات ..

ليقبلوا خلالها بكلية قلوبهم على مولاهم الحق سبحانه ليعطر ارواحهم
بنسيم السماء ، وأريج الجنة تسوقه إلى قلوبهم أنفاس الملائكة..

ويخيل إليك وأنت تتابع اصداء الأذان

أن الكون كله في حالة إصغاء عجيبة لهذا الصوت الشجي
الذي يهز السماء ..

بل قد تعرج روحك في لحظة صفاء درجة أخرى أعلى وارقى ..

فإذا هي تكاد تسمع همس الكون كله من حولها في أعقاب النداء الخالد ،

يقول في نبرة مؤثرة حانية :

قم إلى الصلاة ..

أما ترى كل شيء من حولك ، في حالة سجود بين يدي الله سبحانه

طوعا أو كرها ..؟!

أما ترى أن كل شيء تمر به عيناك يشير لك في جلاء

أنه مخلوق لله رب العالمين ، وهو يزيدك تعريفا بربه وربك

كلما زدته تأملا وتدبرا ؟؟

أما ترى أن كل نعمة تهتف بك ، أنها من خزائنه وحده ..

وأن كل آية تقول لك :

أبرزتني قدرة الله ، وهيأتني حكمته ، وجملني إبداعه ،

وأخرجني إلى الوجود برحمته وحكمته ..!!

ومن ثم فلا تقع عيناك على شيء مما تمر به إلا وترى آية ،

ودليل وبرهان ، يدفعك دفعا إلى الله ، ويشدك شدا إليه ..

بل يسمو بروحك إلى آفاق عالية راقية تحلق مع الملائكة الكرام ..

لترى من هناك أن كل شيء في حالة صلاة وسجود وتسبيح لله ،

في مشهد كوني مهيب رهيب راائع ..



()أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ

وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ ..

كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ..

وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) ) ..

فلا تملك لحظتها إلا أن تهوي بقلبك ساجدا بين يدي الله وروحك تهتز ..

لكنها تكون سجدة عميقة ممتدة ،

لا يقوم منها قلبك إلى قيام الساعة ..!

إن لم تكن ترى ذلك كله أو بعضه ..

فاعلم أنك لا تزال بحاجة إلى صقل مستمر ،

وعملية جهاد لا هوادة فيها لنفسك الأمارة بالسوء ..

واعلم أنه ليس كمثل الصلاة __ فرائضها وكثرة نوافلها _

شيء يجعلك في حالة انسجام مع هذا الكون المسبح لله

على مدار الساعة .. !

تجعلك الصلاة تشارك هذا الكون مهرجانه العجيب ..

تشاركه السجود .. وتشاركه التسبيح ، وتشاركه الصلاة ..

كل بطريقته ..

فلا تزال تركع وتسجد وتقوم وتقعد في اللحظة التي يكون فيها الكون كله

في حالة ركوع وسجود وتسبيح !!

إنها لحظات إشراق رائعة حين تستشعرها بقلبك

وتجمع خلالها روحك ، لتستشعر هذه المعاني التي تهز القلب

وتزكيه وتسمو به ..

فهل بعد هذه الروعة روعة .؟!
وهل بعد هذا الجمال جمال ؟؟
وهل هناك سعادة يمكن أن تكون أعظم أو أروع أو أكبر

من هذه السعادة القلبية التي يتراقص خلالها القلب

وهو يستشعر هذه المعاني في لحظات الصلاة وهو بين يدي الله عز وجل..؟؟



كلما نادى المنادي حي على الصلاة ..

تذكر هذه المعاني ، وقم بعملية تثوير لها في كل مرة ..

ثم انهض مشمرا ،

حتى لا تتخلف عن ركب المسبحين الراكعين الساجدين ،

المتنافسين على بلوغ غاية السعادة ،

وهم يستشعرون حقيقة عبوديتهم لله رب العالمين

وهم يشاركون هذا الكون كله صلاته وتسبيحه ..

كن على وفقا مع إيقاعات هذا الكون كله وهو يترنم بذكر الله ،

وينشد بتنزيهه ، ويسجد بين يديه ..

في اليوم الذي تقرر أن تكون فيه على وفقا مع هذا الكون
في تحقيق العبودية لله ، يجعل الله هذا الكون معك ،

وعونا لك ، وخادما مسخرا بين يديك ،

من حيث تحتسب ومن حيث لا تحتسب ..

وفوق هذا ومع هذا ..

حين تكون منسجما مع هذا الكون ، لا تغرد خارج السرب ..

فإنك بالضرورة سوف تستشعر روعة ما أنت فيه ،

فكأنما أنت في مهرجان حافل بالحركة الموزونة ،

والأضواء السماوية الباهرة ، مهرجان من صنع الله تعالى ..

فتغدو لك في كل نظرة عبرة ..

وفي كل لفظة ذكر وتسبيح ..

وفي كل مشهد عامل دفع يشدك إلى الله تعالى ..

يذكرك بالله ، ويعاتبك على الغفلة عنه كلما غفلت ..!
فإذا وصلت إلى هذه الآفاق _ وهي قريبة منك غير مستحيلة عليك _

تكون بذلك قد خرجت فعلا من ضيق الدنيا ، إلى سعة الدنيا والآخرة

وتحررت من إطار المادة إلى ما وراءها مما لا يدركه مطموسو البصيرة ..

بداية الرحلة وزادها ومددها : الصلاة .. الصلاة .. الصلاة .

أما الفرائض فالمبادرة إليها ، والتشمير لها ..

وأما النوافل فالإكثار منها على قدر سعة وعائك ..

وتأمل الآن هذا الحديث لتعرف سر القصة كلها :

في الحديث القدسي فيما يرويه رسول الله

عن رب العزة جل جلاله أنه قال ..

ما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه ..

ولا زال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى ...... حتى أحبه ..

فإذا أحببته :

كنت سمعه الذي يسمع به ،

وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ،

ورجله التي يمشي بها .. ولئن سألني لأعطينه ،

ولأن استعاذني لأعيذنه

..... أو كما قال عليه الصلاة والسلام ..

لو تأملت هذا الحديث جيدا ،

لأدركت أن القضية فوق ما كنا نصف ، وأكبر مما كنا نتحدث عنه ..

ولكننا نقرب المسائل ليس إلا ..

وبالله التوفيق .. ومنه المدد والعون ..

نسأله سبحانه أن يقسم لنا من خشيته

ما يحول به بيننا وبين معاصيه ..

ومن طاعته ما يبلغنا به جنته ،

على زكي
3/5/2006, 11:27 AM
سبحان الله وبحمده

سبحان الله العظيم

الشيخ سيد
6/6/2006, 12:07 AM
سبحان الله والحمد لله ولا إله الا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم 0 سبحانه القائل ( فاذكرونى اذكركم ) مشكور اخى الكريم جوزيت خيرا 0