المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفسير آية: {وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات}


ايمن مغازى
3/12/2015, 01:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تفسير قول الله تعالى


﴿ وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات... ﴾

قول الله تعالى ﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 25].

"البشارة" الخبر المفاجئ الذي تتشوف النفس إليه فيؤثر فيها سروراً وفرحا أو حزناً وألماً فتغير من بشرة الوجه ويبدو عليها، إلا أنه يغلب استعمالها في الخير وندر في الأخبار المحزنة كقوله تعالى في سورة آل عمران والتوبة والانشقاق ﴿ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ وقوله في سورة النساء ﴿ بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ وقوله في سورة التوبة ﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ وقوله في سورة لقمان ﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [لقمان: 7] ومثلها في سورة الجاثية.

ذكر الله ما أعد للذين كفروا بالله وبكتابه وبنبيه صلى الله عليه وسلم وكذبوا ما جاءهم من الحق بعد أن أقام الله تعالى عليهم الحجج البالغة التي لم يستطيعوا لشيء منها رداً، وأن ذلك الجزاء هو النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين هؤلاء وأشباههم. ثم عقب ذلك بما ادخر عنده من الجزاء والنعيم والرضوان للذين آمنوا بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر؛ بعد ما عرفوا الحق الذي جاءهم به نبيهم الصادق صلى الله عليه وسلم فاتبعوه واهتدوا بالنور الذي أنزل معه واستقاموا على صراطه المستقيم. وسنة الله في كتابه أن يشفع الترغيب بالترهيب، والوعد بالوعيد، ليكون أبلغ في الموعظة ولئلا يكون محيص على الانتفاع بهذه الموعظة لكل النفوس إلا من يمشي مكباً على وجهه وعلى قلبه أقفال التقليد الأعمى واستولت عليه العصبية الجاهلية وشهوات الهوى والشيطان. فإن من النفوس ما يسلس قيادها ويشفيها من طغيانها الترغيب والبشارة بما أعد الله للمتقين من النعيم؛ ومنها ما لا يلين قسوتها ويرقق غلظها إلا الترهيب وتخويفها بما ينتظرها من نار تلظى لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذّب وتولى، فلا جرم كانت موعظة الله أبلغ المواعظ وكلامه الكريم أنفع الأغذية للقلوب وأطيب الأدوية للنفوس. والشقي من حرم ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله. وقد تكلمنا على الإيمان في الأعداد الماضية خصوصا عند قوله تعالى ﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ﴾.

وقوله تعالى ﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ وكذلك تجد الله سبحانه وتعالى لا يذكر الإيمان إلا مقروناً بالعمل الصالح. وهذا يدل من تدبر القرآن بقلب سليم أن الإيمان لن يكون في قلب حتى يكون له على الجوارح نور ظاهر وأثر صالح هو تلك الأعمال الصالحة التي أحبها ورضيها لعباده المتقين. ولا يغرنك ما ترى وما تسمع من الرسوم التي أطال القول فيها وأكثر الجدل من لا يفقه الإيمان ولا يعرف حقيقته لأنه لم يذق حلاوته، ولم يستطعم طعمه، حيث لم يقتطف ثماره من جنة القرآن ولم يقتبس نوره من مشكاة السراج المنير محمد صلى الله عليه وسلم، وإنما أطعم قلبه من مضلات آراء الرجال وكواه وشواه بنار أهواء التقليد لآبائه وشيوخه الأولين، وظن لفتنته أن ذلك يغنيه عن نور ورحمة وشفاء الكتاب المبين.

لا يغرنك كل هذا، فإنك عند أدنى تحقيق تجد آثار هذا الإيمان الكاذب واضحة في أقوالهم وأعمالهم وأخلاقهم وشئونهم، منادية بأنهم المنافقون المخادعون الماكرون، إن لم تقل أنهم الزائغون المارقون المشاقون لله ولرسوله، المتبعون لغير سبيل المؤمنين. ولن يذوق حلاوة الخلق الكريم والأدب النبوي، ولن يعرف لذة العمل الصالح ويجد سكينته من لم يذق حلاوة الإيمان الصادق من جنى ثمرات كتاب الله وهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وويل كل الويل للإسلام من أولئك المخادعين المفتونين بتلك الرسوم المزوقة، وهذه الجمل المنمقة؛ التي سودوا بها آلاف الصحف في القول في الله وصفات الله والإيمان بالله بغير علم من الله ولا هدى ولا نور مبين؛ فكم من مفتون بها معرض عن القرآن وهداه وعاكف على لذات الدنيا وشهواتها ومباهجها وغرورها الخادع لا يعنيه في حياته إلا أن ينال من تلك اللذات والشهوات مبتغاه مهما كلفه ذلك من ذلة وصغار ومداهنة ومصانعة وكذب ومخادعة، بل ومهما مزق في سبيل بغيه من أعراض بغيبته ونميمته زلفى إلى من يداهنه وقربى إلى من يرى غايته في يده.

ومهما زعموا أنهم على طريق السالفين فأعمالهم وكتبهم واعتقاداتهم تنادي بصريح القول: أنهم كاذبون دجالون، مارقون زائغون، وما ينخدع بمحالهم، ولا يغتر بدجلهم وكذبهم إلا الجاهلون، الذين ليس عندهم علم ولا كتاب، ولذا فإنهم أشد الناس كراهية للعلم وأهله، وأعدى الأعداء لسنة رسول الله والقائمين بها والداعين إليها؛ يبذلون أقصى ما يملكون من كذب وتزوير لتشويه السنة وأهلها وتنفير العوام؛ والدهماء منها ومن الداعين إليها، خشية أن يعرفوا الحق فيفروا من باطلهم، وخوفاً من أن ينكشف لهم دجلهم فيمقتونهم. وقد رأينا وشاهدنا من ذلك العجب العجاب. ولكن الله ناصر دينه وسنة نبيه والقائمين بهما والداعين إليهما؛ وإن كره أولئك الدجالون المبطلون ﴿ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ [محمد: 7].

و "جنات" جمع جنة، وأصلها في اللغة البستان الملتفة أغصانه، الممتد ظله، من "أجن" الشيء. إذا ستره وغطاه. وقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنها سبع "الفردوس، وعدن، والنعيم؛ ودار الخلد، وجنة المأوى، ودار السلام؛ وعليون. وكل واحدة منها مراتب ودرجات متفاوتة على حسب تفاوت أهلها ودرجات في المثوبة بالأعمال".

وقد جاء ذكر الجنة (http://www.alukah.net/sharia/0/60784) في القرآن الكريم فوق مائة وخمسة عشر مرة، والنار كذلك. وبسط الله تعالى القول فيهما وفي وصفهما وما أعده لأهلهما. وذكر أعمالهما الموصلة إلى كل واحدة منهما. وأطنب القول في كل ذلك مما يجعلهما كأنهما حاضرتين شاهدتين ماثلتين؛ تسمع زفير النار وشهيقها، وسلاسلها وأغلالها وملائكتها الغلاظ الشداد، وتسمع حطم بعضها لبعض، وترى أنها تضطرم اضطراماً تكاد تميز من الغيظ على أهلها؛ الذين سعوا إليها بأنفسهم الأمارة بالسوء الغاوية الفاجرة، ويلفح وجوههم حرها، وزمهريرها وبردها، فتستعيذ بالله خالصاً صادقاً منها ومن عملها وأهلها. وكذلك تشهد الجنة؛ وتسمع تغريد طيورها، وألحان حورها؛ وعذب أصوات ولدانها؛ وخرير أنهارها وترى زينتها وبهجتها؛ ويهب عليك من نسيمها وروحها وريحانها وعبيرها ومسكها. فتسأل الله مزينها ومنشئها أن يدنيك منها وأن يجعلك من أهلها؛ وتسعى بكل ما استطعت إليها بالأعمال التي جعلها الله سبيلا إليها، وتخاف الخوف كله أن يغويك عدوك، ويبعدك عنها ويجرك معه إلى النار الحامية. نسأل الله العافية ونعوذ به من النار، ونسأله أن يجعلنا من أهل الجنة بفضله ورحمته.

ومن عجب أشد العجب:
أن يكون هذا وصف الجنة (http://www.alukah.net/sharia/0/561) والنار وأهلهما وأعمالهما، ثم نرى أكثر بني آدم يتقحمون في النار، ويجانبون الجنة. وما ذلك إلا من إعراضهم عن كلام الله إعراضاً نزع من قلوبهم الإيمان بهذا الكتاب وأخباره. فهم لا يصدقون ما فيه في توحيد الله في أسمائه وصفاته، وإلاهيته وعبادته. فكيف يصدقونه فيما عدا ذلك. ولو كانوا يؤمنون بالله ولقائه، وثوابه وعقابه. لأنجوا أنفسهم من النار؛ وسارعوا إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

روى ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنهار الجنة تجري من تحت تلال، أو من تحت جبال من المسك" وروى البيهقي عن أنس رضي الله عنه قال "لعلكم تظنون أن أنهار الجنة أخدود في الأرض. لا والله إنها لسائحة على وجه الأرض" إحدى حافتيها اللؤلؤ والأخرى الياقوت وطينه المسك الأذفر روى البخاري عن أنس أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال "بينا أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ الجوف فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربك. قال: فضرب الملك بيده؛ فإذا طينه مسك أذفر".

وقوله تعالى ﴿ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ ﴾ [البقرة: 25].

أي أنهم لا يزالون في نعيم مستمر دائم من هذه الثمرات، التي لا تنقطع، وليس لها مواسم، كما كانت لفواكه وثمرات الدنيا، لا يجد الإنسان فاكهة الصيف في الشتاء ولا فاكهة الشتاء في الصيف، بل هي كما قال الله تعالى ﴿ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا ﴾ وقال أهل الجنة أيضاً كما ذكر الله في الآية الأخرى ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ [الزمر: 74] فتلك مقالاتهم تمجيداً لربهم، وحمداً له كلما اشتهوا فاكهة، فأدناها منهم وقرباها إليهم، وجاءتهم تسعى، بدون عناء منهم ولا تعب ولا عمل. ﴿ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ﴾ في لذته وحلاوته، وجمال طعمه؛ واستساغته، وليس فيه فج، ولا حامض؛ ولا متعفن، ولا متغير الريح، ولا كريه المنظر، ولا بسر، ولا متغير اللون والطعم عما رزقوه من قبل في الجنة. وليس شيء مما في الجنة يشبه ما في الدنيا إلا في الاسم فقط. كما روى ذلك عن ابن عباس.

﴿ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ ﴾ من الحور العين اللائي خلقهن الله لأهل الجنة؛ ومن مؤمنات وصالحات نساء الدنيا ﴿ مُطَهَّرَةٌ ﴾ طيبات مطيبات حساً ومعنى؛ ظاهراً وباطنا؛ فقلوبهن طاهرة نزع الله منها الغل والحسد، والغيرة، والتباغض؛ وألسنتهن طاهرة من فحش القول ﴿ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا * إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا ﴾ [الواقعة: 25، 26] وأجسامهن طاهرة لا قذر ولا وسخ من عرق، ولا فضلات، لأن الطعام يخرج على أجسام أهلها كرشح المسك، وأجسامهن نقية صافية من الأمراض والعلل، كلهن شباب وكلهن سلامة وعافية، ونشاط، وأخلاقهن طاهرة متحببات إلى أزواجهن ﴿ عُرُبًا أَتْرَابًا * لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴾ وأرحامهن طيبة من الطمث والبول؛ والروائح الكريهة المؤذية، عفيفة محصنة مقصورة على أزواجهن ﴿ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ ﴾ كل ذلك على خلاف ما في نساء الدنيا من الخبث والخبائث؛ والنتن والقذر، ولن يكون في الجنة منهن إلا من طهرت نفسها بالإيمان والتقوى والعفة، والحياء والخفر، وقصرت نفسها على زوجها، وكانت خالصة له في قلبها ورأبها، وعملها وجسمها، وطهرت قلبها من وساوس شياطين الإنس والجن، ولسانها من البذاء والفحش، وعينها من مواقع الريبة والظنة، ونظفت جسمها من الأوساخ والفضلات مرضاة لربها وتحبباً إلى زوجها، وحرصا ًعلى تحقيق السكون والمودة والرحمة، أولئك هن نساء الجنة المطهرات مع الحور العين.

وإذا دخل أهل الجنة الجنة (http://www.alukah.net/sharia/0/71645)، ودخل أهل النار النار جيء بالموت على مرأى من الجميع وذبح؛ ثم نادى مناد: يا أهل الجنة خلود ولا موت، ويا أهل النار خلود ولا موت.

وروى الترمذي عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن في الجنة لمجتمعاً للحور العين يرفعن بأصوات لم تسمع الخلائق بمثلها، يقلن: نحن الخالدات فلا نبيد، ونحن الناعمات فلا نبأس، ونحن الراضيات فلا نسخط، طوبى لمن كان لنا وكنا له".

وقد ذكر الله تعالى وصف نساء الجنة مذللة في سورة آل عمران أيضا في قوله ﴿ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ ﴾ [آل عمران: 15] وقال في سورة النساء ﴿ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ﴾ [النساء: 57].

وذكر الله تعالى هذا التطهير في القرآن:
للطهارة الحسية والطهارة المعنوية، لطهارة الجسم وطهارة القلب؛ للطهارة من الأنجاس ولطهارة الروح من سوء الأخلاق والأعمال والاعتقاد فقال في الطهارة من الحيض في سورة البقرة ﴿ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة: 222] وقال في سورة آل عمران لمريم ابنة عمران ﴿ إن اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ﴾ وقال في آية الوضوء ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ ﴾ [المائدة: 6] وقال لإبراهيم وإسماعيل في سورة البقرة ﴿ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾ وفي سورة الحج ﴿ وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ ﴾ وقال في الصدقة في سورة التوبة ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾ وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم في سورة المدثر ﴿ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ﴾ وقال في أهل مسجد قباء في سورة التوبة ﴿ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ﴾ وقال في طهارة آل لوط في سورتي الأعراف والنمل ﴿ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ﴾ وقال في بنات لوط في سورة هود ﴿ هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ﴾ وقال في حق اليهود في سورة المائدة ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ﴾ [المائدة: 41] وقال في صيانة القلوب وإبعادها عن قذارة الريب والفواحش في سورة الأحزاب ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 53].