ميدو الشورة
22/11/2012, 07:08 PM
أكتب إليك هذه السطور، لا للإشادة بك، فالوطن العربى ومصر يعلمان قدرك وقيمتك على المستوى الإعلامى، ولكن لا بد أن يعلم الجميع ما حدث فى الحلقة التى أعقبها خروج الدكتور ياسر من قناة النادى الأهلى ومدى احترامه لنفسه ومدى اقتناعه بالفكرة التى طُرحت له أنه لن يقوم بالاحتفال كباقى الزملاء فى القناة، ليس إلا لمواساة أسر الأوتوبيس المنكوب لأكثر من ٥٠ طفلا بريئا طاهرا ليس لهم ذنب سوى أنهم فعلا مصريون ولديهم حكومة المفروض أنها بالكامل تحت المساءلة القانونية.. أراد ياسر أيوب أن يرسم طريقا آخر لبرنامجه أو على الأقل للحلقة التى سيتناولها، أراد أن يبعث بشىء من الهدوء والسكينة والابتعاد عن حالة الصخب التى عشناها فى ظل نكسة كبيرة على المحروسة، أراد أن يهدئ من روع أهالى الشهداء بالكامل من إدارة واحتفالات القناة، أراد أن يصحح -فى رأيى الشخصى المتواضع- سقطة كانت إلى حد ما مبالغا فيها، وبدأ حلقته ولكن ليس كما هو متوقع بالتنطيط والابتهاج والفرح والتهويل، بدأها بآية من كتاب الله الحكيم، هوّ فيه أفضل من قرآن الله؟ وفى وجود أصغر داعية إسلامى فى حلقة من نوع خاص تَحدَّث فيها الداعية الصاعد الواعد مصطفى عاطف بوجه ملىء بالأمل على المُصاب الجلل، سواء شهداء النادى الأهلى، أو أطفالنا أبريائنا أحبابنا أعزائنا، ولكن يبدو أن الأمر لم يُرضِ بعض الأشخاص داخل القناة كأنها ملك لهم، لا يعلمون أن ياسر أيوب يقدّم وجبة إعلامية محترمة مليئة بالمشاعر التى افتقدناها مؤخرا وأصروا على خروج الضيف، وهذا غير معترَف به على مستوى الإعلام، أن تتهجم إدارة قناة على إعلامى أو ضيوفه أو عمله، ما دمنا نتكلم عن الحرية الإعلامية ومدى تناولها، ما دامت لا تخدش الحياء، ومع ذلك وباحترافية إعلامية واحتراما لضيوف كبار كانوا حاضرين للحديث عن مشوار الأهلى الفنى، أكمل أيوب حلقته بشكل رائع وباحترافية وبهدوء نعهده عليه، ولم يخطر على بال أى مشاهد أن هناك شيئا، وهذه هى الاحترافية الإعلامية البعيدة عن الوسط فى الوقت الحالى. عزيزى ياسر، كما كنت أحترمك زاد احترامى لك بعد الموقف الرائع لك ولرئيس تحريرك الأستاذ خالد عبد المنعم، ولا بد أن تعلم أن الإعلام المحترم الهادف قادم لا محالة، والتغيير أيضا قادم للأفضل من خلال إعلاميين من طينة وقيمة شخص مثقف ومهذب وصاحب قلم ولديه الشخصية التى تتيح له أن لا يكون عبدا للشاشة ولا المال الذى يسيطر على الجميع. موقفك لن أنساه ولن ننساه لأنه ينمّ عن قيمة واحترام لفكر وعقل، ينمّ عن احترام للمشاهد المصرى الذى تَشبَّع بالمشكلات والنفاق من خلال فضائيات لا تعلم يعنى إيه موقف إعلامى رائع. أتصور أنك اخترت احترامك لنفسك ولأسرتك ولأولادك فى كل بيت لمشاهديك الذين يعشقون فكر الدكتور ياسر أيوب، أحييك وأقدرك وأحترمك على موقفك القوى الذى يثبت أن إعلامنا فيه من يقول لا، ولا يرضخ لتدخل فى عمله، ولمن لا يعلم قال الله فى كتابه الحكيم «وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَىءٍ قَدْرًا»،، صدق الله العظيم. ليس هناك أفضل من آيات الله لختام كلامى ومقالى.