helmy40
19/5/2010, 03:11 PM
طَهَارَةُ الْحَيَوَانَاتِ الطَّوَّافَةِ
عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهرة: إنها ليست بنجس إنها من الطوافين عليكم والطوافات رواه مالك وأحمد وأهل السنن الأربع.
--------------------------------------------------------------------------------
وهذا الحديث عن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الهرة: إنها ليست بنجس، إنها من الطوافين عليكم والطوافات استدل بهذا الحديث على طهارة سؤر الهرة، السؤر البقية، السؤر بقية شرابها، وسبب هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم وُضع له طُهور فجاءت هرة فأصغى لها الإناء فشربت، فقيل له في ذلك، فقال: إنها ليست بنجس إنها من الطوافين عليكم .
فالهرة إذًا هي طاهرة البدن، طاهرة الريق، ريقها طاهر، فسؤرها طاهر، بقية شرابها، أو بقية ما تأكله طاهر.
وتعليل النبي عليه الصلاة والسلام وقوله: إنها من الطوافين استدل به العلماء على أن هذا الحكم لا يختص بالهرة، بل يعم ما شابهها؛ ولهذا قال بعض الفقهاء: إن الهرة وما دونها، سؤر الهرة، وما دونها في الخلقة طاهر، سؤر الهرة، وما دونها في الخلقة طاهر، ومثلوا لهذا بالفأرة، فالفأرة طاهرة، بدنها طاهر، وبقية ما تأكل منه طاهر، لكن إذا وقعت في سائل وماتت فهي نجسة في ذاتها، فحينئذ يحكم على الشراب بحسب قواعد الطهارة والنجاسة، يعني لو وقعت في ماء وماتت وخرجت، نرجع إلى حكم حديث: إن الماء طهور لا ينجسه شيء ما دام ما تغير، لكن لو أنها ماتت في الماء وعفنت وتغير، الماء يكون نجسا، لكن سقطت في الماء وخرجت، لا ما خرجت، ماتت ثم نزعناها وأخرجناها ولم يتغير، الماء على حاله طهور الماء طهور لا ينجسه شيء .
ثم إن أهل العلم اختلفوا في أسآر البهائم اختلافا كثيرا، ولكن- يعني- هذا الحديث يقتضي أن ما تعم به البلوى مثل الهرة ونحوها، ومثل كذلك ما يحتاج إليه الناس مثل الحمار، والبغل الذي يركبه الناس، ويعضد ذلك أن الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة كانوا يركبون هذه الدواب، ولا يتنزهون عن عرقها، ولعابها، فأسآرها كذلك.
أما ما يؤكل لحمه فلا، فلا أعلم خلافا، ولا أذكر خلافا في طهارة - يعني - أسآر ما يؤكل لحمه كالإبل والغنم، كما جاء في حديث عمرو بن خارجة أنه كان آخذا بخطام ناقة رسول لله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب يوم النحر بمنى قال: ولعابها يسيل على كتفي.
أما سؤر الكلب فهذا فيه حديث خاص- كما تعلمون- ومع ذلك - يعني- وإن ذهب جمهور العلماء إلى نجاسة الكلب، ونجاسة لعابه، ونجاسة سؤره كذلك تبعا، فقد ذهب بعض أهل العلم إلى خلاف ذلك، إلى أن الكلب طاهر، وسؤره طاهر، سؤر الكلب طاهر، وأن ما ورد من الأمر بغسل ما ولغ فيه، ما هو إلا تعبدي، يعني كأنه من جنس الأمر بغسل الأعضاء في الوضوء.
الأمر بغسل الأعضاء في الوضوء ليس لنجاسة، بل هو تعبدي في الجملة، وهذا هو المشهور عن الإمام مالك - يعني - فهو قول له اعتباره، لكن ذهب أكثر أهل العلم إلى الاستدلال بحديث الأمر بغسل ما ولغ فيه الكلب سبعا إحداها بتراب، ذهبوا إلى الاستدلال به على نجاسة الكلب، ولعابه، وما ولغ فيه.
وسائر السباع أيضا نفس الأمر، اختلف فيها نحو هذا الاختلاف، منهم من ألحقها بالكلب، ونحوه، والخنزير بالنجاسة، ومنهم من حكم لها كذلك بالطهارة.
فأسآر البهائم - يعني- في الجملة كلها مختلف فيها، اللهم إلا أسآر ما يؤكل لحمه، فلا أظن فيه خلافا، وهذا الحكم أعني ما ورد في الهرة وتعليل ذلك بقوله: إنها من الطوافين فيه إشارة إلى قاعدة معروفة، وهي أن المشقة تجلب التيسير؛ فالمتتبع والمستقري لأحكام الشريعة يلاحظ إن من مقاصد الشريعة دفع المشقة، ودفع الحرج، يمكن أن يستشهد لهذا بقوله عليه الصلاة والسلام: لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالصلاة هذه الساعة فمنعه من الأمر بما يحب أن يأمر به خوف المشقة على أمته؛ لشفقته عليه الصلاة والسلام على أمته، فهي قاعدة صحيحة، لكن لا بد أن تكون محكومة بحدود وضوابط، فليس كل من ....... لا يشفق عليه، .......
التكاليف فيها مشقة؛ ولهذا سميت الشرائع بالمكاره، الجنة حفت بالمكاره، ففي الجملة إن المشقة تجلب التيسير، وهذا الحديث يتضمن، أو هو من أدلة هذه القاعدة؛ فالهرة ونحوها يبتلى بها الناس، تدخل بيوتهم باختيارهم، وبغير اختيارهم.
عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهرة: إنها ليست بنجس إنها من الطوافين عليكم والطوافات رواه مالك وأحمد وأهل السنن الأربع.
--------------------------------------------------------------------------------
وهذا الحديث عن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الهرة: إنها ليست بنجس، إنها من الطوافين عليكم والطوافات استدل بهذا الحديث على طهارة سؤر الهرة، السؤر البقية، السؤر بقية شرابها، وسبب هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم وُضع له طُهور فجاءت هرة فأصغى لها الإناء فشربت، فقيل له في ذلك، فقال: إنها ليست بنجس إنها من الطوافين عليكم .
فالهرة إذًا هي طاهرة البدن، طاهرة الريق، ريقها طاهر، فسؤرها طاهر، بقية شرابها، أو بقية ما تأكله طاهر.
وتعليل النبي عليه الصلاة والسلام وقوله: إنها من الطوافين استدل به العلماء على أن هذا الحكم لا يختص بالهرة، بل يعم ما شابهها؛ ولهذا قال بعض الفقهاء: إن الهرة وما دونها، سؤر الهرة، وما دونها في الخلقة طاهر، سؤر الهرة، وما دونها في الخلقة طاهر، ومثلوا لهذا بالفأرة، فالفأرة طاهرة، بدنها طاهر، وبقية ما تأكل منه طاهر، لكن إذا وقعت في سائل وماتت فهي نجسة في ذاتها، فحينئذ يحكم على الشراب بحسب قواعد الطهارة والنجاسة، يعني لو وقعت في ماء وماتت وخرجت، نرجع إلى حكم حديث: إن الماء طهور لا ينجسه شيء ما دام ما تغير، لكن لو أنها ماتت في الماء وعفنت وتغير، الماء يكون نجسا، لكن سقطت في الماء وخرجت، لا ما خرجت، ماتت ثم نزعناها وأخرجناها ولم يتغير، الماء على حاله طهور الماء طهور لا ينجسه شيء .
ثم إن أهل العلم اختلفوا في أسآر البهائم اختلافا كثيرا، ولكن- يعني- هذا الحديث يقتضي أن ما تعم به البلوى مثل الهرة ونحوها، ومثل كذلك ما يحتاج إليه الناس مثل الحمار، والبغل الذي يركبه الناس، ويعضد ذلك أن الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة كانوا يركبون هذه الدواب، ولا يتنزهون عن عرقها، ولعابها، فأسآرها كذلك.
أما ما يؤكل لحمه فلا، فلا أعلم خلافا، ولا أذكر خلافا في طهارة - يعني - أسآر ما يؤكل لحمه كالإبل والغنم، كما جاء في حديث عمرو بن خارجة أنه كان آخذا بخطام ناقة رسول لله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب يوم النحر بمنى قال: ولعابها يسيل على كتفي.
أما سؤر الكلب فهذا فيه حديث خاص- كما تعلمون- ومع ذلك - يعني- وإن ذهب جمهور العلماء إلى نجاسة الكلب، ونجاسة لعابه، ونجاسة سؤره كذلك تبعا، فقد ذهب بعض أهل العلم إلى خلاف ذلك، إلى أن الكلب طاهر، وسؤره طاهر، سؤر الكلب طاهر، وأن ما ورد من الأمر بغسل ما ولغ فيه، ما هو إلا تعبدي، يعني كأنه من جنس الأمر بغسل الأعضاء في الوضوء.
الأمر بغسل الأعضاء في الوضوء ليس لنجاسة، بل هو تعبدي في الجملة، وهذا هو المشهور عن الإمام مالك - يعني - فهو قول له اعتباره، لكن ذهب أكثر أهل العلم إلى الاستدلال بحديث الأمر بغسل ما ولغ فيه الكلب سبعا إحداها بتراب، ذهبوا إلى الاستدلال به على نجاسة الكلب، ولعابه، وما ولغ فيه.
وسائر السباع أيضا نفس الأمر، اختلف فيها نحو هذا الاختلاف، منهم من ألحقها بالكلب، ونحوه، والخنزير بالنجاسة، ومنهم من حكم لها كذلك بالطهارة.
فأسآر البهائم - يعني- في الجملة كلها مختلف فيها، اللهم إلا أسآر ما يؤكل لحمه، فلا أظن فيه خلافا، وهذا الحكم أعني ما ورد في الهرة وتعليل ذلك بقوله: إنها من الطوافين فيه إشارة إلى قاعدة معروفة، وهي أن المشقة تجلب التيسير؛ فالمتتبع والمستقري لأحكام الشريعة يلاحظ إن من مقاصد الشريعة دفع المشقة، ودفع الحرج، يمكن أن يستشهد لهذا بقوله عليه الصلاة والسلام: لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالصلاة هذه الساعة فمنعه من الأمر بما يحب أن يأمر به خوف المشقة على أمته؛ لشفقته عليه الصلاة والسلام على أمته، فهي قاعدة صحيحة، لكن لا بد أن تكون محكومة بحدود وضوابط، فليس كل من ....... لا يشفق عليه، .......
التكاليف فيها مشقة؛ ولهذا سميت الشرائع بالمكاره، الجنة حفت بالمكاره، ففي الجملة إن المشقة تجلب التيسير، وهذا الحديث يتضمن، أو هو من أدلة هذه القاعدة؛ فالهرة ونحوها يبتلى بها الناس، تدخل بيوتهم باختيارهم، وبغير اختيارهم.