المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب


helmy40
22/4/2010, 01:37 AM
الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب


عنه -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب متفق عليه .
--------------------------------------------------------------------------------

وهذا النهي للشديد لبيان الشدة الحقيقية، وليس فيه نفي الشدة عن من يصرع الرجال، فلا شك من يصرع الرجال شديد، ولا ينفى عنه مسمى الشديد، لكن أراد النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يبين أن الأولى بالشديد هو الذي يملك نفسه عند الغضب، هو الذي يصرع غضبه، الذي يصرع غضبه هو الشديد الحقيقي لا الذي يصرع الرجال؛ لأن مبدأ الشر والهوى والشيطان من هذه الأعداء الكامنة في النفس، ومبدؤها من الغضب، فمن غلب هذه الأعداء وصرعها فهو الشديد الحقيقي.

كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام- في الصحيحين عن أبي هريرة: ليس المسكين بهذا الطواف الذي ترده اللقمة واللقمتان، والتمرة والتمرتان، إنما المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه، ولا يفطن له فيتصدق عليه، ولا يقوم فيسأل الناس الذي يقوم ويسأل وهو فقير مسكين، لكن المسكين الحقيقي المستحق الذي يُسعى في إعطائه، من هو بهذا الوصف أولى، وهو الذي يتعفف، هذا هو المسكين الذي يستحق هذا الوصف الكامل، مثل قوله -عليه الصلاة والسلام- فيما رواه مسلم من حديث ابن مسعود -رضي الله عنه-: ما تعدون الرقوب فيكم؟ قالوا: الرقوب فينا من لا ولد له، قال -عليه الصلاة والسلام-: لكن الرقوب من أمتي من لم يقدم من ولده شيئا، ثم قال: ما تعدون الصرعة فيكم؟ قالوا: من يصرع الرجال، قال: لكن الصرعة الذي يملك نفسه عند الغضب وهذا شاهد من حديث ابن مسعود.

ثبت أيضا هذا النهي في أحاديث أخر، مثل ما جاء في مسجد النبي -عليه الصلاة والسلام- وأنه أولى من مسجد قباء، بهذه التسمية، وفي حديث أبي سعيد الخدري لما اختلفوا فيه فأشار النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى مسجده، وأنه أولى بهذا الفضل، وإن كان الفضل المذكور في الحديث أيضا يثبت لمسجد قباء لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ لما اختلفوا فيه، وإن كان مسجد قباء داخل في هذا فدخول مسجد النبي من باب أولى، ولهذا أشار إلى مسجده، وليس فيه نفي ذلك عن مسجد قباء، وهذا المعنى كما تقدم في أخبار عن النبي -عليه الصلاة والسلام-.

وقوله: "الصُرَعة" بالضم والفتح الذي يصرع الرجال، "والصُرْعة" بالضم والتسكين هو الذي تصرعه الرجال، مثل هُمَزة ولُمَزة وضُحَكة وهُزَأة، الذي يضحك الناس أو يستهزئ بهم، وهو الهُزأة، واللمزة هو الذي يلمزهم، وهكذا.

أما اللُمْزة والهُزْأة والضُحْكة والصُرْعة، الضُحكة: الذي يُضحك منه، اللُمْزة: الذي يلمز، الهُزْأة: الذي يستهزأ به، الضحكة الذي يضحك منه.

فالمقصود أن هذا الحديث "الصُرَعة" يعني الذي يصرع الرجال، ولا شك أن هذا الحديث فيه من الفوائد ما أشار إليه النبي -عليه الصلاة والسلام- من جهة بيان مفاسد الغضب، والذي يملك نفسه عند الغضب، وأنه حينما يغضب يكون أثر ذلك ظاهرا على وجهه في تغير ملامحه، واستحالة خلقته، وتغير هيئته، واضطراب نفسه، وشدة غضبه، وكل ذلك ناتج عن تغير باطنه، وما حصل في نفسه.

ولهذا هذا يدعوه إلى كل شر، سيأتي في حديث أن النبي -عليه الصلاة والسلام- لما قال له رجل: أوصني قال: لا تغضب، فكرر مرارا قال: لا تغضب. وفي لفظ: أوصاه ثلاثا. كما سيأتي.

عوض999
22/4/2010, 02:07 AM
جزاك الله خير أخي حلمي

helmy40
22/4/2010, 03:17 AM
جزاك الله خير أخي حلمي


لك كل الشكر والتقدير مرورك الكريم الطيب