helmy40
18/4/2010, 02:08 AM
الفصل الأول في بيانِ معنى توحيدِ الألوهيَّةِ ، وأنه موضوعُ دعوةِ الرُّسل
توحيدُ الألوهية : الألوهية هي العبادة :
وتوحيدُ الألوهية هو : إفرادُ الله تعالى بأفعال العباد التي يفعلونها على وجه التقرب المشروع ، كالدعاء والنذر والنحر ، والرجاء والخوف ، والتوكل والرغبة والرهبة والإنابة ، وهذا النوع من التوحيد هو موضوع دعوة الرسل من أولهم إلى آخرهم ، قال تعالى : وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ، وقال تعالى : وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ .
وكلُّ رسول يبدأ دعوته لقومه بالأمر بتوحيد الألوهية ، كما قال نوح وهود وصالح وشعيب : يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ، وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ . وأنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - : قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ .
وقال - صلى الله عليه وسلم - : أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله .
وأول واجب على المكلف : شهادة أن لا إله إلا الله والعمل بها ، قال تعالى : فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ .
وأول ما يؤمر به مَنْ يريد الدخول في الإسلام : النطقُ بالشهادتين ، فتبين من هذا : أن توحيد الألوهية هو مقصودُ دعوة الرُّسل ، وسُمِّي بذلك ؛ لأن الألوهية وصف الله تعالى الدال عليه اسمه تعالى ( الله ) ، فالله : ذو الألوهية ، أي المعبود .
ويقال له : توحيد العبادة ؛ باعتبار أن العبودية وصفُ العبد ، حيثُ إنه يجبُ عليه أن يعبد الله مخلصًا في ذلك ؛ لحاجته إلى ربه وفقره إليه ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :
( واعلم أن فقر العبد إلى الله : أن يعبده لا يُشرك به شيئًا ، ليس له نظير فيُقاسُ به ؛ لكن يُشبه من بعض الوجوه حاجة الجسد إلى الطعام والشراب ، وبينهما فروق كثيرة ؛ فإن حقيقة العبد قلبه وروحه ، وهي لا صلاحَ لها إلا بإلهها الله الذي لا إله إلا هو ، فلا تطمئن في الدنيا إلا بذكره . ولو حَصَلَ للعبد لذّات وسرور بغير الله ، فلا يدوم ذلك ، بل ينتقل من نوعٍ إلى نوعٍ ، ومن شخص إلى شخص ، وأما إلهه فلا بد له منه في كل حال ، وكل وقت وأينما كان فهو معه ) .
وكان هذا النوع من التوحيد هو موضوع دعوة الرسل ؛ لأنه الأساسُ الذي تُبنى عليه جميع الأعمال ، وبدون تحققه لا تصحُّ جميعُ الأعمال : فإنه إذا لم يتحقق ؛ حصل ضده ، وهو الشركُ ، وقد قال الله تعالى : إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ، وقال تعالى : وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ، وقال تعالى : لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ .
ولأن هذا النوع من التوحيد هو أول الحقوق الواجبة على العبد ، كما قال تعالى : وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا الآية [الإسراء : 23] [الأنعام : 151- 153] /2 .
توحيدُ الألوهية : الألوهية هي العبادة :
وتوحيدُ الألوهية هو : إفرادُ الله تعالى بأفعال العباد التي يفعلونها على وجه التقرب المشروع ، كالدعاء والنذر والنحر ، والرجاء والخوف ، والتوكل والرغبة والرهبة والإنابة ، وهذا النوع من التوحيد هو موضوع دعوة الرسل من أولهم إلى آخرهم ، قال تعالى : وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ، وقال تعالى : وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ .
وكلُّ رسول يبدأ دعوته لقومه بالأمر بتوحيد الألوهية ، كما قال نوح وهود وصالح وشعيب : يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ، وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ . وأنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - : قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ .
وقال - صلى الله عليه وسلم - : أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله .
وأول واجب على المكلف : شهادة أن لا إله إلا الله والعمل بها ، قال تعالى : فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ .
وأول ما يؤمر به مَنْ يريد الدخول في الإسلام : النطقُ بالشهادتين ، فتبين من هذا : أن توحيد الألوهية هو مقصودُ دعوة الرُّسل ، وسُمِّي بذلك ؛ لأن الألوهية وصف الله تعالى الدال عليه اسمه تعالى ( الله ) ، فالله : ذو الألوهية ، أي المعبود .
ويقال له : توحيد العبادة ؛ باعتبار أن العبودية وصفُ العبد ، حيثُ إنه يجبُ عليه أن يعبد الله مخلصًا في ذلك ؛ لحاجته إلى ربه وفقره إليه ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :
( واعلم أن فقر العبد إلى الله : أن يعبده لا يُشرك به شيئًا ، ليس له نظير فيُقاسُ به ؛ لكن يُشبه من بعض الوجوه حاجة الجسد إلى الطعام والشراب ، وبينهما فروق كثيرة ؛ فإن حقيقة العبد قلبه وروحه ، وهي لا صلاحَ لها إلا بإلهها الله الذي لا إله إلا هو ، فلا تطمئن في الدنيا إلا بذكره . ولو حَصَلَ للعبد لذّات وسرور بغير الله ، فلا يدوم ذلك ، بل ينتقل من نوعٍ إلى نوعٍ ، ومن شخص إلى شخص ، وأما إلهه فلا بد له منه في كل حال ، وكل وقت وأينما كان فهو معه ) .
وكان هذا النوع من التوحيد هو موضوع دعوة الرسل ؛ لأنه الأساسُ الذي تُبنى عليه جميع الأعمال ، وبدون تحققه لا تصحُّ جميعُ الأعمال : فإنه إذا لم يتحقق ؛ حصل ضده ، وهو الشركُ ، وقد قال الله تعالى : إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ، وقال تعالى : وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ، وقال تعالى : لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ .
ولأن هذا النوع من التوحيد هو أول الحقوق الواجبة على العبد ، كما قال تعالى : وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا الآية [الإسراء : 23] [الأنعام : 151- 153] /2 .