المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انفلونزا الخنازير من رؤية دينية


akram_alnagar
23/10/2009, 01:49 AM
--------------------------------------------------------------------------------



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، نبينا وحبيب قلوبنا ، وطبيب نفوسنا ، محمد وعلى آله الأطياب الميامين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى في محكم كتابه الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم فَكُلاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ . ـ1
****************************

لا يخفى على المتتبع لوسائل الإعلام ، ونشرات الأخبار هذه الأيام ، أن كل يوم والأمراض تزداد وتحصد العشرات ، بل المئات من البشر ، ففي السابق كانت الأمراض كالطاعون والجدام والريح الصفراء وغيرها من الأمراض المعدية والمميتة والتي كانت ولا تزال مصدراً للخوف والموت ، وكذلك اليوم ومع تطور الانسان ووسائل العلاج المختلفة ظهرت لنا أمراض كالإيدز وأنواع مختلفة من السرطان القاتل ، وأنفلونزا الطيور ، وأخيراً مرض أنفلونزا الخنازير أبعد الله عنكم كل سوء .
البعض يسأل ، ويلح بالسؤال ..

ترى ما هي الأسباب لإنتشار هذه الأمراض الخطيرة ؟
هل هي إبتلاء وإمتحان من الله للبشر كما يردده بعض خطباءنا الأعزاء ؟ أم عقاب إلهي ؟
الجواب : هناك عدة أقوال وعدة إحتمالات :
الأقوال :
القول الأول / إن إنتشار هذه الأمراض من غضب الطبيعة .
وهذا الرأي يذهب إليه غالباً أصحاب المذاهب التجريدية والإلحاد والمادية المعاصرة ، القائلون بتجرد الحياة عن التدبير الإلهي ، ويُرجعون حركة الحياة بأكملها للمعادلات الفيزيائية وما أشبه .

القول الثاني / إن هذه الأمراض عقاباً إلهياً بسبب معاصي الناس .
ويبدو لي أن هذا الرأي لا يستقيم مع عقائدنا ومنطوق الآيات الشريفة كقوله تعالى (ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى). ـ2
فالعدل الإلهي لا يخلط بين المذنب والبريء ، نعم ورد في بعض الأخبار ، أن الله توعد بعض الأقوام بالعذاب من دون ذنب ظاهرياً ، كالمروي عن نبي الله شعيب عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام (ياشعيب إني مُعذب من قومك مائة ألف ، أربعين ألفاً من شرارهم ، وستين ألفاً من خيارهم .. ). ـ3
ولكن يُرد على الإعتراض بــ
1ـ ان سبب الوعد الإلهي لهم بالعذاب هو بسبب سكوتهم عن الحق والرضى لمعصية الله ، بمهادنتهم أهل المعاصي ، بمعنى أنهم كانوا لا ينهون عن المنكر ويقبلونه .
2ـ ان الوعد الإلهي لهم بالعذاب هو في دار الأخرة ، والحال أن حديثنا عن عقاب الدنيا فتأمل .

القول الثالث / إن إنتشار هذه الأمراض هو شكل من أشكال الإبتلاء والإمتحان .
وهذا الرأي أيضاً مردود لما جاء في الأحاديث المتواترة والروايات المتظافرة ، وكتب التفاسير ، التي تؤكد حقيقتين للتفريق بين المؤمن وغيره :
الحقيقة الأولى : أن ما يأتي على المؤمن إنما هو إبتلاء وإمتحان .
ولكن بسبب كثرة ذنوبه ، وغفلته ..
الحقيقة الثانية : أن ما يأتي على الكافر إنما هو عقوبة له .
بسبب مخالفة الله ، وقيل للعبرة والتفكر .
فيتحصل إنما يحصل للمؤمن إمتحان وإبتلاء ، والذي يقع ويحصل للكافر إنما عقوبة ، فالفرق بينهما بين كالشمس .
نعم إلا إذا قلنا أن الإبتلاء للمؤمن ، والعقوبه لغيره في نفس الوقت من شمول قدرته عزوجل على كل شيئ ، كما أن بلل المطر يصيب المؤمن وغيره في الزمان الواحد والله العالم .

وبعد تلك الأقوال هناك إحتمالات نذكرها للفائدة :
الإحتمال الأول : إن إنتشار هذه الأمراض غضب إلهي بسبب إنتشار الفساد والظلم في الأرض .
وهذا الإحتمال لا يستبعد لأن مضمونه يتفق مع بعض الأخبار والروايات عن أهل البيت عليهم السلام .
كالأخبار والروايات التي تُرجع أن أحد أسباب كثرة موت الفجأة بسبب إنتشار الزنا .
الإحتمال الثاني : كفارة للذنوب وتطهير للإنسان .
نجد في موضوعنا اليوم الأمراض الخطيرة والقاتلة الإحتمال ضعيف جداً ، فحسب فهمي القاصر ربما ، إن الأمراض والإبتلاء للمؤمن في الروايات محدودة بحياة الإنسان ، كالإبتلاء بالفقر ، والحمى ، والزكام ، وسقوط الدار ، وضياع الدابة ، نعم ورد من الإبتلاء ، فقد الإبن ، والغرق ، وربما الحرق ، ولكن عُللت الأخبار بمحبة الله لهذا المؤمن ومحبة لقاءه .


إذن ما أصح الأقوال ؟
بالرجوع للأيات المباركة والروايات الشريفة ، المتضمنة أقوال أهل بيت العصمة عليهم السلام ، يمكننا أن نستخرج عدة إستنتاجات :

الإستنتاج الأول : إنها إنذار رباني للبشر للمراجعة .
وهذا يتفق مع جملة التوصيات الدينية التي تحث على المراجعة والتأمل ، وبتعبير القرآن الكريم ، بالتفكر والتدبر .
كقوله تعالى (أفلا تتفكرون) . ـ 4
وقوله تعالى (أفلا يتدبرون) . ـ 5

الإستنتاج الثاني : إمتحان وإبتلاء كما هو ظاهر الكثير من الروايات .
ولكن شخصياً أستبعد أن هذه الأمراض وإنتشارها تعتبر من مصاديق الإمتحان والإبتلاء ، لأن ذلك ببساطة يتعارض مع الروايات التي تصرح بالثواب الكثير للتحمل والصبر على البلاء ، ولا يمكننا أن نرضا بإنتشار المرض القاتل بدعوى أنه إبتلاء وإمتحان فتأمل .

الإستنتاج الثالث : إن إنتشار هذه الأمراض هو من النظام الكوني الذي يقوم على التوازن وبحكمته عز وجل .
كما هو حال الحكمة من الموت والفناء ، والفقر والغنى وهكذا .

الإستنتاج الرابع : إنها أي الأمراض ، ضرورة لتجديد الحاجة للعودة الى الله وتطبيق تعاليم السماء .
ولكن هذا الإستنتاج لا يقوم على الدليل ، فحكمة الباري قضت بإرسال الأنبياء والرسل لطريق الإيمان وتطبيق تعاليمه ، وليس عبر إرسال الأمراض !

الإستنتاج الخامس : إن في ذلك حكمة إلهية وربانية غير معلومة .
يبدو لي أن أساس الرابطة بين العبد وخالقه ، إنما هي تقوم بالحب والرحمة الواسعة ، لا بالمرض والألم .
ولكني في آخر الإستنتاجات سأذكر تصور شخصي على نحو الإحتمال وهو :


::: إن هذه الأمراض ربما صناعة بشرية :::
وما يعزز هذا الإحتمال حالة العبث والفوضى ، والإستخدام السيئ لكل جديد ، والتعامل السلبي مع التكلنوجيا المعاصرة ، فالحروب والدمار شاهدة ، والتسابق للتسلح وإمتلاك السلاح المتطور بهدف القتل واضح كالشمس !
وحينما أقول صناعة بشرية أجد أن صناعة الجمرة الخبيثة مثلاً ، وما تسبب به من قام بصناعتها واكتشافها ، وبث الخوف والرعب في العالم ، وكذلك لا أنسى مكتشف وصانع فيروس أجهزة الكمبيوتر بهدف التخريب والتدمير ، وما يترتب على ذلك من خسائر مادية .

وقبل الختام نتوقف بهذا التساؤل التالي :
ما هو الموقف من هذه الأمراض وإنتشارها ؟
الجواب : المواقف من هذه الأمراض وإنتشارها متعددة من مختلف الناس ـ علماء ، طلاب ، خطباء ، أطباء ، وو ـ سأذكرها من دون تحديد ......
الموقف الأول : مرتبك بين مصدق وغير مصدق .
ربما يحتاج هؤلاء لسنوات طوال لوضوح موقفهم أو أن يصاب أحدهم !
الموقف الثاني : موقف غير مصدق إجمالاً ، ويرفض كل ما يقال وكأنه يعيش في كوكب أخر ، ووصل بالبعض أن يُرجع الضجة التي رافقت ظهور مرض أنفلونزا الطيور ، بسبب الحرب ـ المنافسة ـ الدائرة بين شركات تصدير المواد الغذائية !
وآخر يقول بسبب المؤامرة !
الموقف الثالث : موقف مبالغ لدرجة الهوس والقلق المفرط .
ويربط كل شيئ بالمرض ، الأكل ، وشرب الماء ، والسفر ، والملابس ، بل والمصافحة والسلام باليد .
والحق ان كل المواقف ليست من المطلوب ، لأن الاصل في سلوك المؤمن الحذر ثم الحذر والوقاية طلباً للسلامة والنجاة .

إذن ما العمل في مواجهة إنتشار ما يُعرف بـ "مرض أنفلونزا الخنازير" ؟
بمعنى ما هو طريق الأمن والأمان من هذا المرض المميت ؟
الجواب : يُقترح العمل بهذا البرنامج كل يوم مرة ، أو ثلاثة أيام في الاسبوع على الأقل .
الأول : قراءة سورة المباركة الفاتحة سبع مرات ، سورة القدر ثلاث مرات ، سورة الفلق ثلاث مرات ، ثم تكرار أسم الله يا كافي ثلاثة وثلاثون مرة .
الثاني : قراءة الآية المباركة من سورة الحشر بسم الله الرحمن الرحيم لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله . عشر مرات ، ثم الآية الكريمة من سورة الأنعام وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم . عشر مرات ، ثم الآية المباركة من سورة البقرة بسم الله الرحمن الرحيم ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به وأعف عنا وأغفر لنا وأرحمنا أنت مولانا فأنصرنا على القوم الكافرين . عشر مرات ، ثم الآية الكريمة من سورة الأعراف بسم الله الرحمن الرحيم فلما تجلى ربه للجبل جعله دكاً وخر موسى صعقاً . سبع مرات ، ثم تكرار أسم الله يا حافظ ثلاثة وثلاثون مرة .
الثالث : قراءة سورتي الصافات مرة ، ويس مرتين ، ثم قراءة آيات الحفظ وهي : بسم الله الرحمن الرحيم فالله خير حافظاً وهو أرحم الرأحمين ، ثم بسم الله الرحمن الرحيم له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ، ثم بسم الله الرحمن الرحيم إن كل نفس لما عليها حافظ ، ثم بسم الله الرحمن الرحيم إن بطش ربك لشديد إنه هو يبدي ويعيد وهو الغفورالودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد ، ثم بسم الله الرحمن الرحيم وربك على كل شيئ حفيظ ، ثم بسم الله الرحمن الرحيم إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون . كل آية تقرأ سبع مرات ، ثم قراءة الآية من سورة الفرقان بسم الله الرحمن الرحيم ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولوشاء لجعله ساكناً . عشر مرات ، ثم الآية المباركة من سورة الأنبياء بسم الله الرحمن الرحيم قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم . عشر مرات ، ثم تكرار أسم الله السلام ثلاثة وثلاثون مرة .
الرابع : الإكثار من ذكر الإستغفار بـ أستغفر الله ربي وأتوب إليه ، وأقله سبعون مرة .
الخامس : إخراج صدقة مستحبة بنية السلامة من المرض والبلاء ودفع السوء .

أسأل الله بتمام الصحة
والسلامة للجميع