المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشرك نوعان


محمود غريب
11/10/2009, 12:42 PM
الشرك نوعان

النوع الأول:

شرك أكبر
يخرج من الملة ويخلد صاحبه في النار إذا مات ولم يتب منه - وهو صرف شي من أنواع العبادة لغير الله - كدعاء غير الله والتقرب بالذبائح والنذور لغير الله من القبور والجن والشياطين ، والخوف من الموتى أو الجن أو الشياطين أن يضروه أويمرضوه ، ورجاء غير الله فيما لا يقدر عليه إلاّ الله من قضاء الحاجات وتفريج الكربات مما يمارس الآن حول الأضرحة المبنية على قبور الأولياء والصالحين. قال تعالى: (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ) (12)

النوع الثاني:

شرك أصغر: لا يخرج من الملة لكنه ينقص التوحيد وهو وسيلة إلى الشرك الأكبر وهو قسمان:

القسم الأول:

شرك ظاهر: وهو ألفاظ وأفعال. فالألفاظ كالحلف بغير الله - قال صلى الله عليه وسلّم: ( مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ ) (13) - وقوله ما شاء الله وشئت - قال صلى الله عليه وسلّم لما قال رجل "ما شاء الله وشئت" فقال: ( جَعَلْتَنِي لِلَّهِ عَدْلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ ) (14) وقول "لولا الله وفلان" والصواب أن يقال: "ما شاء الله ثم فلان" و "لولا الله ثم فلان"؛ لأن "ثم" للترتيب مع التراخي تجعل مشيئة العبد تابعة لمشيئة الله كما قال تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) (15). وأما "الواو" فهي لمطلق الجمع والاشتراك لا تقتضي ترتيباً ولا تعقيباً. ومثله قول: "مالي إلاّ الله وأنت" و "هذا من بركات الله وبركاتك". وأما الأفعال فمثل لبس الحلقة والخيط لرفع البلاء أو دفعه، ومثل تعليق التمائم خوفاً من العين وغيرها إذا اعتقد أن هذه أسباب لرفع البلاء أو دفعه فهذا شرك أصغر. لأن الله لم يجعل هذه أسباباً. أما إن اعتقد أنها تدفع أو ترفع البلاء بنفسها فهذا شركٌ أكبر، لأنه تعلق بغير الله.

القسم الثاني من الشرك الأصغر:

شرك خفي: وهو الشرك في الإرادات والنيات - كالرياء والسمعة - كأن يعمل عملاً مما يتقرب به إلى الله يريد ثناء الناس عليه - كأن يحسن صلاته أو يتصدق لأجل أن يمدح أو يثنى عليه، أو يتلفظ بالذكر ويحسن صوته بالتلاوة، لأجل أن يسمعه الناس فيثنوا عليه ويمدحوه والرياء إذا خالط العمل أبطله، قال تعالى: ( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) (16). وقال النبي صلى الله عليه وسلّم: ( أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الشِّرْكُ الأَصْغَرُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَمَا الشِّرْكُ الأصْغَرُ قَالَ: الرِّيَاءُ ) (17). ومنه العمل لأجل الطمع الدنيوي - كمن يحج أو يؤذن أو يؤم الناس، لأجل المال، أو يتعلّم العلم الشرعي أو يجاهد لأجل المال، قال النبي صلى الله عليه وسلّم: ( تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَالْقَطِيفَةِ وَالْخَمِيصَةِ إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ ) (18). قال الإمام ابن القيّم - رحمه الله تعالى- " وأما الشرك في الإرادات والنيات فذلك البحر الذي لا ساحل له وقل من ينجو منه، فمن أراد بعمله غير وجه الله ونوى شيئاً من غير التقرّب إليه وطلب الجزاء منه فقد أشرك في نيته وإرادته - والإخلاص أن يخلص لله في أفعاله وأقواله وإرادته ونيته. وهذه هي الحنيفية ملة إبراهيم التي أمر الله بها عباده كلهم ولا يقبل من أحدٍ غيرها وهي حقيقة الإسلام كما قال تعالى: ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) (19). وهي ملة إبراهيم عليه السلام التي من رغب عنها فهو من السفهاء" انتهى. (20)


--------------------------------------------------------------------------------

يتلخص مما مر أن هناك فروقاً بين الشرك الأكبر والأصغر وهي:

الشرك الأكبر يخرج من الملة والشرك الأصغر لا يخرج من الملة.
الشرك الأكبر يخلد صاحبه في النار والشرك الأصغر لا يخلد صاحبه فيها إن دخلها.
الشرك الأكبر يحبط جميع الأعمال ، والشرك الأصغر لا يحبط جميع الأعمال وإنما يحبط الرياء والعمل لأجل الدنيا والعمل الذي خالطاه فقط.
الشرك الأكبر يبيح الدم والمال والشرك الأصغر لا يبيحهما.

انور حافظ احمد
12/10/2009, 09:39 PM
http://www.yesmeenah.com/smiles/smiles/50/e%20(114).gif

abualhajo
13/10/2009, 07:22 AM
بارك الله فيك

سيف الفارس
13/10/2009, 09:37 AM
جزاك الله كل خير

صلاح الخنانى
21/10/2009, 03:22 AM
http://www.yesmeenah.com/smiles/smiles/45/7.jpg (http://www.yesmeenah.com)

علي جمال
22/10/2009, 12:49 PM
http://www10.0zz0.com/2009/10/05/17/524367712.gif