المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من أحكام الحيض والاستحاضة والنفاس


مجدى الفاضى
18/9/2009, 06:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


http://img210.imageshack.us/img210/9779/m5znk098bd459f8go3.gif



من أحكام الحيض والاستحاضة والنفاس
من صالح بن أحمد الخريصي إلى من يراه من إخواننا أئمة المساجد وفقنا الله وإياهم لطريق الرشد والهدى، وجنبنا وإياهم طريق الغي والردى، آمين سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعـد:
فبمناسبة حضور هذا الشهر المبارك، الذي جعله الله مضمارا للسابقين() وموسما عظيما للعالمين، ولما فيه من الاجتماع العام للرجال والنساء ناسب أن ننبهكم ونذكركم ببعض ما أوجب الله سبحانه علينا وعليكم من الواجبات الدينية، والفرائض الإسلامية والحقوق الإيمانية قال تعالى وهو أصدق القائلين: ]وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ[ [الذاريات: 55].
فيتعين على كل إمام مسجد أن يذكر جماعته من الرجال والنساء ويرشدهم لما فيه صلاحهم وفلاحهم في معاشهم ومعادهم فإن هذا من التعاون على البر والتقوى والتواصي بالحق وبالصبر، فمن أهم المهمات وأهم الواجبات الصلوات الخمس فيتعين الحث عليها والأمر بالمحافظة عليها جماعة وتفقد المتخلفين عنها فالإمام مسئول عن هذا فعليه أن يؤدي ما يستطيعه من الأمر بها وبيان فضلها وما يتعلق بها من بيان أركانها وواجباتها وشروطها، وبيان ما يجب لها من فروض الوضوء وشروطه ونواقضه ثم ما يستطيع بيانه من الزكاة ومحلها من الشريعة وأنها أحد أركان الإسلام ومباينه، ثم ما يستطيعه من بيان الصوم وأن صوم شهر رمضان أحد أركان الإسلام وما يجب له وما يستحب فيه وما يحرم على الصائم وما يكره في حقه على حسب استطاعته.
وكذلك ينبغي أن يحث جماعته على المسارعة إلى الخيرات واستدراك الوقت قبل الفوات فإنه وقت شرفه الله على سائر الأوقات الحسنة فيه بألف حسنة، والأعمال فيه كلها مضاعفة() كما أنه مما ينبغي التنبيه عليه ما هو من خصائص النساء، من الحيض والاستحاضة والنفاس، والفرق بين ذلك، وما هو الدم الصالح للحيض عند فقد العادة فإن المرأة إذا فقدت العادة عملت بالتمييز الصالح فتارة يكون الدم أسود ثخينا منتنا، وتارة يكون أحمرًا رقيقا غير منتن، فيكون حيضها زمن الأسود الثخين المنتن، وما عداه فهو استحاضة، والاستحاضة: سيلان الدم في غير موضعه فإذا أطبق عليها الدم على هذه الحال فإنها تفعل العبادة فيه من صوم وصلاة وقراءة قرآن وغير ذلك، ولا تقضي وإذا فقدت العادة لم يكن لها تمييز فإنها تجلس غالب الحيض ستة أيام أو سبعة أيام كل شهر ثم تصلي وتصوم.
وأما الحائض فلها أحكام: منها إذا حاضت بعد دخول الوقت قضت هذا الوقت الذي حاضت بعد دخوله إذا طهرت.
ومنها أنها إذا طهرت قبل غروب الشمس فإنها تصلي الظهر والعصر وإذا طهرت قبل طلوع الفجر صلت المغرب والعشاء() وإذا طهرت قبل طلوع الشمس صلت الفجر فقط.
منها أنها إذا طهرت قبل طلوع الفجر ولو بشيء يسير تسحرت ونوت الصوم ولو لم تغتسل إلا بعد طلوعه فصومها صحيح.
ومنها أنها إذا أحست بانتقال الدم من محله قبل غروب الشمس قضت ذلك اليوم ولو لم يخرج إلا بعد الغروب()، ومنها أنها إذا حصل لها طهر في أثناء عادتها وصامت فيه ثم عاودها الدم في العادة فصومها صحيح ولا تقضي: مثل أن تكون عادتها ثمانية أيام فترى أربعة أيام دمًا ثم ترى طهرًا تامًا في الخامس والسادس فعليها أن تصوم هذين اليومين فإن عاودها الدم في السابع والثامن ولم يؤثر وصومها في الخامس والسادس صحيح، كما تقدم، لكن الطهر التام هو أن ترى البياض الذي لو جعلت فيه قطنة لم تتغير.
وأما النفساء فمتى رأيت الدم بعد الولادة أو قبلها بيوم أو يومين بأمارة فإنها تترك العبادة ويكون ما قبل الولادة حكمه حكم النفاس بشرطه() ومتى طهرت بعد الولادة بعشرة أيام أو أقل أو أكثر وجب عليها أن لا تتطهر وتفعل العبادات من صوم وصلاة وغيرهما ولا تقضي فإن عاودها الدم في الأربعين فحكمه حكم النفاس على الصحيح تترك له العبادة، وأما صومها قبله فهو صحيح، ولا تقضيه كما تقدم، وأما إذا عاودها الدم بعد الأربعين فإن وافق عادة فهو حيض، وإن لم يوافق عادة فهو دم فاسد تصلي فيه وتصوم ولا تقضي، والغسل واجب على كل واحدة من الحائض والنفساء إذا انقطع الدم على الفور إذا وافق وقت صلاة، وأما المستحاضة وهي التي أطبق عليها الدم وداوم في غير العادة وقد تقدم حكمها، ولكن يجب عليها أن تتوضأ لكل صلاة، ويستحب لها أن تغتسل لكل صلاة، ويجوز لها أن تجمع بين الصلاتين بأن تؤخر الظهر وتعجل العصر، وتجمع وتؤخر المغرب وتعجل العشاء وتجمع للمشقة، فإن كثر الدم عليها فلها أن تعصب المحل عند الصلاة وتصلي فإن ظهر دم لم تلتفت إليه لقوله r «وإن قطر الدم على الحصير»() وصلاتها صحيحة، وكذلك من كان فيها حمل ورأت الدم فإن حكمها حكم المستحاضة في فعل العبادات: تصوم وتصلي ولا تقضي() والمرأة التي فيها العوار كذلك إذا تحققت أنه لم يسقط فإنها تفعل العبادات، لكن إن سقط منها شيء وتبين فيه خلق الإنسان ولو خفيا فإن حكمها حكم النفساء تترك العبادات، وإن لم يكن فيه خلق إنسان فحكمها حكم المستحاضة تصوم وتصلي وتفعل العبادات.
كما أن على الجميع من الرجال والنساء تقوى الله عز وجل في السر والعلانية وحفظ الفروج وغض الأبصار فإن زنا العينين النظر كما في الحديث، والنظر سهم مسموم من سهام إبليس().
كما أن على النساء ألا يظهرن زينتهن من لباس وغيره إلا لمن ذكر في الآية الكريمة وهي قوله تعالى: ]إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ[ [النور: 31] إلى آخرها، وأما ظهور المرأة للأسواق في اللباس الجميل وإظهار الزينة من خواتم وغيرها وتطيبها عند خروجها فهو حرام وهو تبرج الجاهلية الذي نهى الله سبحانه وتعالى عنه وذمه في محكم كتابه العزيز وإذا تطيبت والحالة هذه فهي أعظم إثما كما في الحديث: «إذا خرجت المرأة متطيبة فهي زانية»() أي في الإثم وإن كان خروجها بغير إذن زوجها فهي أعظم إثما كما ورد في الحديث: «إذا خرجت المرأة بغير إذن زوجها لعنتها الملائكة حتى ترجع»() وأقرب ما تكون المرأة من الله ما كانت في بيتها كما في الحديث «المرأة عورة فاحبسوها في البيوت فإن المرأة إذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان»() وما التسمت المرأة رضى الله بمثل أن تقعد في بيتها وتعبد ربها وتطيع بعلها، وقال علي رضي الله عنه لزوجته رضي الله عنها يا فاطمة ما خير ما للمرأة؟ قالت: أن لا ترى الرجال ولا يروها() وقال رضي الله عنه: ألا تستحيون ألا تغارون يترك أحدكم امرأته تخرج بين الرجال تنظر إليهم وينظرون إليها فينبغي للمرأة الخائفة من الله عز وجل أن تجتهد في طاعة الله وطاعة رسوله وطاعة زوجها وتطلب رضاه جهدها وفي الحديث: «إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وأطاعت بعلها فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت»() فيجب على الأزواج أن يأخذوا على أيدي نسائهم ويأمروهن أن لا يخرجن متبرجات فإن الزوج راع على أهل بيته ومسئول عن رعيته.
وإذا كانت المرأة مأمورة بطاعة زوجها وطلب رضاه فالزوج أيضا مأمور بالإحسان إليها واللطف بها وإيصالها حقها من النفقة والكسوة والعشرة الجميلة لقوله تعالى: ]وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ[ [النساء: 19] ولقوله r «استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوان عندكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله إلى آخر الحديث»() وعلى الزوجة إذا دعاها زوجها أن تجيبه وإن كانت على ظهر قتب وإذا لم تأته فبات غضابا عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح() وقد ورد عنه r أنه قال في خطبة العيد «يا معشر النساء تصدقن ولو من حليكن فإنكن أكثر حطب جهنم فقامت امرأة فقالت لم يا رسول الله؟ فقال: لأنكن تكثرن الشكاية وتكفرن العشير» وفي رواية «وتكثرن اللعن لو أحسنت على إحداهن الدهر ثم رأيت شيئا قالت ما رأت منك خيرا قط»() فعلى الجميع من الرجال والنساء أن يتوبوا إلى الله جميعا من هذه الأعمال وغيرها فإن الله علق الفلاح والسعادة والفوز على ذلك بقوله تعالى: ]قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ[ [النور: 30] إلى قوله تعالى: ]وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فَرُوجَهُنَّ[ ثم ختم الآية بقوله: ]وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[ [النور: 31] لكن الشأن بالتوبة الصادقة النصوح التي يترتب عليها أثرها ولها ثلاثة شروط: الندم على ما مضى، والإقلاع عما كان عليه الإنسان من هذه الأعمال وغيرها، وإضمار أن لا يعود إليها، فهذه التوبة تجب ما قبلها، ويكون صاحبها كمن لا ذنب له وتحصل له السعادة والفلاح في الدارين، وأما من تاب بلسانه وهو مصر ومقيم على هذه الأعمال وغيرها بما يسخط الله فهذه توبة لا تنفع ولا تجدي.
فعليكم أيها الإخوان تأدية هذه النصيحة على جماعتكم وتكرارها والزيادة عليها مما يحسن ذكره ويحصل به المقصود أو بعضه، فإن هذه طريقة الرسل وأتباعهم، وتعلمون ما يترتب على ذلك من الأجر والثواب كما قال r لعلي رضي الله عنه «فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم»() وأسباب الخير والشر ليست منحصرة في هذه النبذة ولكن هذا على وجه التنبيه والعاقل اللبيب يكتفي بما هو أقل من ذلك مع أن السؤال واقع على الجميع، فكل إمام مسئول أمام الله عن جماعته، فليتق الله ويعد للسؤال جوابا، وللجواب صوابا، والله المسئول المرجو الإجابة أن يمن علينا وعليكم بالقبول في هذا الشهر() المبارك وأن يجعلنا وإياكم ممن يفوز بجائزة الرب الكريم التي لا تشبه الجوائز؛ إنه جواد كريم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

السيد طنطاوى
19/9/2009, 11:49 AM
بارك الله فيك أخي الكريم على هذا المجهود الكبير
نتمنى منك المزيد من المشاركات المتألقة

صلاح الخنانى
20/9/2009, 01:02 AM
http://www7.0zz0.com/2009/09/09/12/915407152.gif (http://www.0zz0.com)

لايت
4/3/2010, 01:19 PM
وفقكم الله وجعل هزه المواضيع فى ميزان حسناتكم

عصام احمد حسن 20
4/3/2010, 02:43 PM
بارك الله فيك اخى وجزاك خيرا

helmy40
4/3/2010, 05:52 PM
لك كل الشكر والتقدير وجزاك الله خيرا

desel0002
14/3/2010, 02:38 PM
جزاكم الله خيرا
وتقبل الله منا ومنكم

محمدابوالعلا
16/3/2010, 12:08 AM
http://www.samygames.com/forumim/shokr/1/sdfsdfs.gif