المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العلاقة بين الزوجين فى نظر الاسلام


مجدى الفاضى
18/9/2009, 05:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

العلاقة بين الزوجين في نظر الإسلام()

http://img210.imageshack.us/img210/9779/m5znk098bd459f8go3.gif

كتاب عبدالله ابن جار الله الجار الله

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا وإمامنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد.
فقد وضع الإسلام الحدود الفاضلة بين حق الزوج وحق الزوجة وسنرى كيف جعلها الإسلام حقوقا يحتمها الحب والوفاء، وسنذكر طرفا من حقوق الزوج على زوجته، وحقوق الزوجة على زوجها ولنبدأ بحقوق الزوج على زوجته وهي:
1- طاعة الزوجة له بالمعروف: وهي طاعة تحتمها المصلحة المعنوية المشتركة بين كل شريكين، إنها ليست طاعة العبد لسيده، ولا الذليل لمستعبده، إنما هي طاعة الأخ الصغير للأخ الكبير، هذه هي الطاعة التي يطلبها الإسلام من الزوجة لزوجها وهي القوامة التي أشار إليها القرآن بقوله: ]الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ[ [النساء: 34].
2- أن ترعى شعوره فتبتعد عما يؤذيه: من قول أو فعل أو خلق، وأن تراعي ظروفه المالية ومكانته الاجتماعية فلا تضيق ذرعا بعمله خارج البيت ما دام عملا شريفا يتكسب منه، ولا تجبره على شراء شيء لا يستطيع أن يقدمه لها إلا أن يسرق أو يستدين، ولقد كان من عادة نساء السلف الصالح رضوان الله عليهم أن تقول الزوجة أو البنت للرجل حين يخرج من البيت اتق الله وإياك وكسب الحرام، فإنا نصبر على الجوع والضر، ولا نصبر على النار.
3- أن توفر الزوجة له سكن النفس واطمئنانه في البيت: بنظافة جسمها ونظافة بيتها وأن تتزين له حين يقدم بما يقربها إليه ويزد حبه لها وشوقه إليها هكذا تكون المرأة الناجحة في امتلاك قلب زوجها، لا كتلك التي تستقبل زوجها بثياب المطبخ شعثة الشعر، رثة الهيئة، ثم لا تتزين إلا حين تخرج من البيت أو تستعد لزيارة أحد.
4- أن لا تخرج من بيته بغير إذنه: أن لا تبدي زينتها للأجانب، ومن وصايا رسول الله r أن لا تخرج الزوجة من بيته إلا بإذنه، فإن فعلت، أي خرجت بغير إذن زوجها، لعنتها الملائكة حتى ترجع().
5- أن تترك له زوجته وقتا يفرغ فيه لنفسه ولفكره: فإن كان عابدًا تركت له وقتا تطمئن فيه نفسه إلى عبادة الله بخضوع وحضور قلب، وإن كان عالما تركت له وقتا يقرأ فيه أو يكتب أو يؤلف أو يفكر، إن اللذة التي يجدها العابد في خلوته، والعالم في قراءته، والأديب في هدائته، لا تعدلها لذة في الحياة وقد لا تشعر الزوجة بهذه اللذة فلا تفهم لها معنى، وقد تأولها على معنى الكره والبعد عنها، وهي في ذلك متجنية على نفسها وعلى زوجها.
وأما حقوق الزوجة على زوجها فهي:
1- أن ينظر إليها على أنها سكن تركن إليها نفسه، وتكمل في جوارها طمأنينته وترتبط بالحياة الكريمة معها سعادته، وأشير في القرآن الكريم إلى هذه المعاني: ]وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ[ [الروم: 21].
2- أن ينفق عليها بالمعروف: وهو في حدود المسكن الصالح الذي تصان فيه حرمة الزوجة، واللباس الصالح الذي يصونها من الابتذال، والطعام الصالح الذي يغذي الجسم، وهو على قدر الاستطاعة المالية ]لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا[ [البقرة: 286] ويأثم الزوج بما ينقصها في المسكن ونحوه وحسبه قول الرسول r «كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت»().
3- أن يعلمها واجباتها الدينية: ويرشدها إلى ما تحتاج إلى معرفته من دين أو ثقافة، والمرأة شديدة التأثر بسلوك زوجها الديني، فإن رأت منه حرصا على دينه سترا وعفة، أو عبادة بادرت تفعل مثل الذي يفعل زوجها إرضاء له، وإن رأت منه عكس ذلك ليس عنده حرص على دينه، فعلت مثل الذي يفعل وقد جعل الله وقاية الزوجة من النار أمانة في عنق الزوج حين قال: ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ[ [التحريم: 6].
4- أن يغار الزوج عليها فلا يعرضها للشبهة، ولا يتساهل معها في كل ما يؤذي شرف الأسرة أو يعرضها لألسنة السوء، فمن أغضى عن زوجته وهو يرى أو يسمع عنها، ما يشين، فقد أخرج نفسه من زمرة الرجال الذين لهم المكانة عند الله وعند الناس، وقد قال رسول الله r «أتعجبون من غيرة سعد بن عبادة، أحد الصحابة والله لأنا أغير منه والله أغير مني»() والغيرة غيرتان غيرة محمودة وهي: ما كانت في محلها وفي حدود الاعتدال، والغيرة المكروهة هي التي تحدث عنها الرسول r بقوله: «من الغيرة غيرة يبغضها الله عز وجل، وهي غيرة الرجل على أهله من غير ريبة، وغيرة يحبها الله وهي الغيرة في الريبة»().
5- أن ينبسط معها في البيت: فيهش للقائها، ويستمع إلى حديثها ويمازحها، ويداعبها، وقد يظن بعض الجاهلين أن مداعبة الزوجة تتنافى مع الورع والوقار، وهذا خطأ فاحش فلقد كان الرسول r وهو العابد الخاشع والقائد الحاكم يسابق زوجته عائشة رضي الله عنه قال رسول الله r «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم»().
6- أن يحسن خلقه معها، فيكلمها برفق ويتجاوز عن بعض الهفوات، ويقدم لها النصح بلين تبدو فيه المودة والرحمة، وقد قال r «إن أحبكم إلي أحاسنكم أخلاقا، الموطؤون أكنافا، الذين يألفون ويؤلفون»().
تلك أهم حقوق الزوج على زوجته، والزوجة على زوجها.
فأما الحقوق المشتركة فأولها: أن يتحمل كل منهما، أذى صاحبه، فالإنسان غير معصوم، وليس من الناس من لا يخطئ فليتحمل الزوج من زوجته بعض الأذى ولتتحمل. الزوجة من الزوج بعض القسوة، ومن الواجب أن تذكر الزوج أنه أقدر على تحمل الأذى من زوجته، فالمرأة عاطفية سريعة الانفعال كثيرة النسيان لجميل الزوج كما قال عنها رسول الله r «لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئا، قالت ما رأيت منك خيرا قط»().
ومن الواجبات المشتركة: أن يشعر كل من الزوج والزوجة بالمسئولية المشتركة نحو البيت والأسرة أي إن يشعرا أن عليهما معا أن يسعدا أنفسهما وأولادهما متعاونين على بأساء الحياة، فلا يصح ألا يفكر الزوج في راحة الزوجة في البيت وأعمالها وعنائها، وأن يكون همه فقط أن توفر له الراحة، ولو على حساب الزوجة والأولاد، ولا يصح ألا تفكر المرأة في عمل زوجها وفي نفقات البيت حتى لا يكون همها أن توفر لنفسها الراحة أو النفقات على حساب الزوج.
هذا وأسأل الله أن يرد الضالين والضالات من الأزواج إلى دينهم القويم ويجعل نهج أسرهم مستمدا من القرآن الكريم.. والله الموفق.
تعدد الزوجات في الإسلام
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد رسول الله وبعد
فقد كثر الكلام حول تعدد الزوجات في الإسلام فمن طاعن في الإسلام مشكك فيه حاقد على الدين وأهله، إلى إنسان متأثر بالأعداء يقوم بتأويل القرآن ويلوي عنق الآيات والأحاديث لتأتي على مذهبه وهواه، وليس العجب من هذين الصنفين لأن هذه حرفة الأعداء.. قال تعالى: ]وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً[ [النساء: 89] ولكن العجب ممن يتأثر بهم من أهل العلم والدين ويقوم بتأويل القرآن ويريد أن يخضعه لرأي الأعداء حتى يسلم من قدحهم وهل يضرنا أو يضر ديننا قدحهم كما قيل:
وهل يضر السحب يوما وقد علت
نباح الكـلاب فتـبا لشـاغب
والمسلم ولله الحمد متمسك بعقيدته ولا يشك في دينه وهو يسمع كلام ربه وحديث نبيه محمد r يقول الله تعالى: ]فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ[ [النساء: 3] وأمر النبي r من أسلم وتحته نساء كثيرات أن يختار من نسائه أربعا ويطلق البواقي كما أمر غيلان وغيره().
وهذا التشريع بإباحة أكثر من واحدة من محاسن الإسلام، والإسلام كله محاسن وهو الموافق للمصالح العامة والخاصة، فقد يصير النساء في حاجة إلى من يعولهن ويقوم بحوائجهن والنفقة عليهن، ويعرض للنساء أيضا الحيض والنفاس بالولادة فيخشى على الرجل من الفتنة والوقوع في الفاحشة فأباح الشرع للرجل تعدد الزوجات لهذه المصالح العظيمة، ولكن المغرض يعمى عنها والجاهل لا يعلم ذلك، وقد يقع الاضطرار من النساء للرجال إما لقلة الرجال حيث تعتريهم الحروب، أو لكثرة النساء لما الله في ذلك من الحكمة كما جاء في الحديث عن النبي r أنه قال: «في آخر الزمان يكون لخمسين امرأة القيم الواحد»() أو لعجز النساء وضعفهن كما أشار ربنا إلى ذلك بقوله: ]الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ[ [النساء: 34] ]وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ[ [البقرة: 228].
والإسلام جاء بالرحمة والعطف على الضعيف كالمرأة واليتيم، بخلاف ما عليه الجاهلية من ظلم المرأة وحرمانها من الميراث وعضلها عن الزواج ودفن البنات وهن على قيد الحياة بعضهم يفعلون ذلك خوفا من الفقر وبعضهم يفعلونه للبنات خاصة خوفا من العار، وجاء الإسلام فنهى عن الظلم والعدوان وأخبر أن رزق الجميع على الله كما قال تعالى: ]وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا[ [الإسراء: 31] فرزق الجميع على الله الحي القيوم، ولكن الرجال مطلوب منهم العمل والقيام والنفقة على من تحت أيديهم، لكن إذا خاف الرجل من قلة العدل بين الزوجات فيقتصر على واحدة كما قال تعالى: ]فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً[ [النساء: 3] وفي شرع من قبلنا كان التعدد موجودا..
كان سليمان عليه السلام يقول: (لأطوفن الليلة على تسعين امرأة كل امرأة تلد غلاما يقاتل في سبيل الله)().
وهذا من رحمة الله بعباده أن شرع التعدد وكان من خصائص نبينا محمد r أن أبيح له أكثر من أربع لقصد صلات إسلامية ودولية.
ولا ينكر التعدد إلا معاند أو حاقد يريد تقليل نسل المسلمين أو يريد أن يقعوا في الزنا كما صار في بلاد غيرهم، نسأل الله لنا ولهم العافية في الدنيا والآخرة، والله إنهم ليعلمون مصالح تعدد الزوجات، ولكن يتعامون عنها ليقدحوا في الدين أو ليوقعوا الفواحش بين المسلمين والله أحكم وأعلم حيث شرع للعباد ما ينفعهم ومنعهم مما يضرهم كالزنا والفواحش والظلم والعدوان.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
كتبه الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله آل فريان
حجاب المرأة المسلمة()
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فلا يخفى على كل من له معرفة ما عمت به البلوى من تبرج الكثير من النساء وسفورهن وعدم تحجبهن عن الرجال، وإبداء الكثير من زينتهن التي حرم عليهن إبداؤها ولا شك أن ذلك من المنكرات العظيمة والمعاصي الظاهرة، ومن أعظم أسباب حلول العقوبات ونزول النقمات لما يترتب على التبرج والسفور من ظهور الفواحش، وارتكاب الجرائم، وقلة الحياء، وعموم الفساد، فاتقوا الله أيها المسلمون وخذوا على أيدي سفهائكم، وامنعوا نساءكم مما حرم الله عليهن وألزموهن التحجب والتستر، واحذروا غضب الله سبحانه وعظيم عقوبته فقد صح عن النبي r أنه قال: «إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه»().
وقد أمر الله سبحانه في كتابه الكريم بتحجب النساء ولزومهن البيوت وحذرهن من التبرج والخضوع بالقول للرجال صيانة لهن عن الفساد وتحذيرا من أسباب الفتنة فقال تعالى: ]يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ[ [الأحزاب: 32، 33] الآية نهى سبحانه في هذه الآيات نساء النبي الكريم أمهات المؤمنين، وهن من خير النساء وأطهرهن عن الخضوع بالقول للرجال (وهو تليين القول وترقيقه) لئلا يطمع فيهن من فيه قلبه مرض شهوة الزنا، ويظن أنهن يوافقنه على ذلكن وأمر بلزومهن البيوت، ونهاهن عن تبرج الجاهلية (وهو إظهار الزينة والمحاسن كالرأس والوجه والعنق والصدر والذراع والساق ونحو ذلك من الزينة) لما في ذلك من الفساد العظيم والفتنة الكبيرة وتحريك قلوب الرجال إلى تعاطي أسباب الزنا، وإذا كان الله سبحانه يحذر أمهات المؤمنين من هذه الأشياء المنكرة مع صلاحهن، وطهارتهن، فغيرهن أولى وأولى بالتحذير والإنكار والخوف عليهن من أسباب الفتنة، عصمنا الله وإياكم من مضلات الفتن، ويدل على عموم الحكم لهن ولغيرهن قوله سبحانه في هذه الآية ]وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ[ فإن هذه الأوامر أحكام عامة لنساء النبي r وغيرهن، وقال عز وجل ]وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ[ [الأحزاب: 53].
فهذه الآية الكريمة نص واضح في وجوب تحجب النساء عن الرجال وتسترهن منهم، وقد أوضح الله سبحانه في هذه الآية أن التحجب أطهر لقلوب الرجال والنساء وأبعد عن الفاحشة وأسبابها، وأشار سبحانه إلى أن السفور وعدم التحجب خبث ونجاسة، وأن التحجب طهارة وسلامة، فيا معشر المسلمين تأدبوا بتأديب الله وامتثلوا أمر الله، وألزموا نساءكم بالتحجب الذي هو سبب الطهارة ووسيلة النجاة، قال تعالى: ]يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا[ [الأحزاب: 59] والجلابيب جمع جلباب والجلباب هو ما تضعه المرأة على رأسها للتحجب والتستر به، أمر الله سبحانه جميع نساء المؤمنين بإدناء جلابيبهن على محاسنهن من الشعر والوجه وغير ذلك، حتى يعرفن بالعفة فلا يفتتن ولا يفتن غيرهن فيؤذيهن.
وقال تعالى: ]قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فَرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا[ [النور: 30، 31] الآية: أمر سبحانه في هاتين الآيتين الكريمتين المؤمنين والمؤمنات بغض الأبصار وحفظ الفروج وما ذاك إلا لعظم فاحشة الزنا وما يترتب عليها من الفساد الكبير بين المسلمين، ولأن إطلاق البصر من وسائر مرض القلب ووقوع الفاحشة، وغض البصر من أسباب السلامة من ذلك فغض البصر وحفظ الفرج أزكى للمؤمن في الدنيا والآخرة، وإطلاق البصر والفرج من أعظم أسباب العطب والعذاب في الدنيا والآخرة نسأل الله العافية من ذلك.
ومعلوم ما يترتب على ظهور الوجه والكفين من الفساد والفتنة ويدل على ذلك أيضا ما ثبت عن عائشة رضي الله عنها في قصة الإفك أنها خمرت وجهها لما سمعت صوت صفوان بن المعطل السلمي وقالت: إنه كان يعرفها قبل الحجاب() فدل ذلك على أن النساء بعد نزول الآية (آية الحجاب) لا يعرفن بسبب تخميرهن وجوههن، ولا يخفى ما وقع فيه النساء اليوم من التوسع في التبرج، وإبداء المحاسن، فوجب سد الذرائع وحسم الوسائل المفضية إلى الفساد وظهور الفواحش، ومن أعظم أسباب الفساد خلوة الرجال بالنساء، وسفرهم بهن من دون محرم، وقد صح عن النبي r أنه قال: «لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم، ولا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم»()، وقال r «لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما»() وقال r «لا يبيتن رجل عند امرأة إلا أن يكون زوجا أو ذا محرم»() فاتقوا الله أيها المسلمون وخذوا على أيدي نسائكم وامنعوهن مما حرم الله عليهن من السفور والتبرج وإظهار المحاسن والتشبه بأعداء الله من النصارى ومن تشبه بهم، واعلموا أن السكوت عنهن مشاركة لهن في الإثم وتعرض لغضب الله وعموم عقابه، عافانا وإياكم من شر ذلك.
ومن أعظم الواجبات: تحذير الرجال من الخلوة بالنساء والدخول عليهن والسفر بهن بدون محرم لأن ذلك من وسائل الفتنة والفساد وقد صح النبي r أنه قال: «ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء»().
ومن أعظم الفساد: تشبه الكثير من النساء بنساء الكفار من النصارى وأشباههم، في لبس القصير من الثياب وإبداء الشعور والمحاسن، ومشط الشعور على طريقة أهل الكفر والفسق ووصل الشعر، ولبس الرءوس الصناعية المسماة الباروكة وقال r «من تشبه بقوم فهو منهم»() ومعلوم ما يترتب على هذا التشبه وهذه الملابس القصيرة التي تجعل المرأة شبه عارية من الفساد والفتنة وقلة الدين وقلة الحياء، فالواجب الحذر من ذلك غاية الحذر، ومنع النساء منه والشدة في ذلك لأن عاقبته وخيمة وفساده عظيم، ولا يجوز التساهل في ذلك مع البنات الصغار، لأن تربيتهن عليه يقضي إلى اعتيادهن له وكراهيتهن لما سواه إذا كبرن فيقع بذلك الفساد المحذور والفتنة المخوفة التي وقع فيها الكبيرات من النساء.
فاتقوا الله عباد الله واحذروا ما حرم الله عليكم وتعاونوا على البر والتقوى وتواصوا بالحق والصبر عليه، واعلموا أن الله سبحانه سائلكم عن ذلك ومجازيكم على أعمالكم وهو سبحانه مع الصابرين ومع المتقين والمحسنين فاصبروا وصابروا واتقوا الله وأحسنوا فإن الله يحب المحسنين.
وأسأل الله أن ينصر دينه ويعلي كلمته وأن يصلح ولاة أمورنا ويقمع بهم الفساد وينصر بهم الحق ويصلح لهم البطانة وأن يوفقنا وإياكم وإياهم وسائر المسلمين لما فيه صلاح العباد والبلاد في المعاش والمعاد إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

باسل الترك
18/9/2009, 05:17 AM
بارك الله فيك أخي الكريم على هذا المجهود الكبير
نتمنى منك المزيد من المشاركات المتألقة

مجدى الفاضى
19/9/2009, 03:25 AM
http://www.stocksvip.net/p/ap/(20).gif

صلاح الخنانى
19/9/2009, 06:19 AM
اللهم انت ربي لا اله إلا انت خلقتني وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت وابوء لك بنعمتك على و ابوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا انت .
لا إله إلا الله محمد رسول الله

السيد طنطاوى
19/9/2009, 11:47 AM
بارك الله فيك أخي الكريم على هذا المجهود الكبير
نتمنى منك المزيد من المشاركات المتألقة

صلاح الخنانى
20/9/2009, 01:03 AM
http://www7.0zz0.com/2009/09/09/12/915407152.gif (http://www.0zz0.com)

عصام احمد حسن 20
27/9/2009, 02:39 AM
بارك الله فيك أخي الكريم

محمد فؤاد
28/9/2009, 01:20 AM
بارك الله فيك أخى























http://img136.imageshack.us/img136/7027/hit1.gif
http://img269.imageshack.us/img269/2136/sadsdsdsd.gif (http://www.mohandsen.com/vb/showthread.php?t=292727)