المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إجازةٌ للعبورِ إلى الضميرِ العربيّ


جميل2000
6/7/2009, 12:55 AM
إجازةٌ للعبورِ إلى الضميرِ العربيّ




* القصيدة الحائزة على المركز الأوّل / ثانوي .. على مستوى القطر العربي السوري
في التجمّع النهائي للمسابقات الأدبية لعام / 2009 / بمدينة دير الزور السورية



جاءَ السُّؤال برَيـْبهِ يستخبرُ
عن طفلِ عشرٍ بالدقائقِ يُـنحرُ

نثرَ العُداةُ السُّمَ في أحداقهِ
فَغـدا بلَــيْـلٍ دائـــمٍ يـَتـَعثـَّـرُ

كُحْلُ الفجيعةِ يسْتلذ ُّعيونَـهُ
وجفونـُهُ بالحُزنِ حُزناً تقطرُ

نسيَ المدارسَ والملاعبَ والصِّبا
نسيَ الحدائقَ بالطفولةِ تهدرُ

من حضنهِ نُـزِعَتْ وِسادةُ نومهِ
من كفِّهِ سُرِقَ الحنينُ الأخضرُ

وهوَ المُضمَّخُ بالشهادةِ يحتمي
بثـياب أمِّــهِ والمـآقـي أنْـهرُ

فكأنَّـما الرملُ الَّذي بكفوفهِ
وطـنٌ بقـبضتهِ الضَّعيفةِ يكبُـرُ

وكأنَّـما الصَّدرُ المدمَّـى جنـَّةٌ
ضـاعَ البُـخورُ بطيبها والعنبرُ

فهلِ الزَّمانُ مُخلِّـدٌ ما قـدْ جَرى
بملاحمِ التاريخِ _حينَ تُسطَّرُ _

سِفْـرُ المُداعبةِ انتهى ، كُـتَّابُـهُ
ذلٌّ ، وحِقـدٌ ، والْــتِواءٌ مُـنـْكِـرُ

والعهدُ عهدُ مَحابرٍ بدمائنا
سَكِـرَتْ ، وفاضتْ بالحقيقةِ تشعرُ

مـاذا نقــولُ وحرفـُنا يغْـتالنا ّ!؟
والحـقُّ في كبـدِ العُــروبةِ خِنجرُ

هل نخْـتـَبي بصَوامعٍ من زيْفنا
أمْ هلْ نُـقـامِـرُ بالسَّلامِ فـنَخسَرُ !!

شَرِبَ اليهـودُ بكأسِنا من حُلمِهمْ
ورثـَوا زماناً قائلاً : (أنا هِـتْـلَـرُ)

هذي العروبةُ إنْ تَسَلْ عن حالِها
سـتَرى النَّـهارَ بلَـيْـلِـهِ يَـتَـنكَّـرُ !!
**

مضغَ الضِّعافُ رغيفَنا ، ورغيفُنا
من قبل أعوامٍ شهيٌّ أسمرُ

كَسَروا على درب الـمُضيِّ جرارَنا
فهَوَتْ تسيلُ كما يَسيْـلُ الأحمرُ

حتَّامَ نصبرُ ؟ ، والتصابرُ ينتهي
والحزنُ حِـبرٌ والعروبةُ دفترُ !

فلْـتُسعِفوا وطناً تأبَّـطَ موتـَـهُ
ومشى إلى ضوءِ النِّهايةِ ينظرُ

ومشى يُـلفِّحُ موتَهُ بعَـباءَةٍ
كيْ لا تـُطيِّرهُ الرِّياحُ الصَّرصرُ

يا ناصرَ التاريخِ ! قــُلْ لجياعِنا
شَـفَـةُ الزُّجاجِ بوجهكم قدْ تظهرُ

قــُلْ للذينَ تراشَقوا بمقاعِدٍ :
( يوماً سيأتي ، والفضائحُ تُـنشَرُ ) !

سكَبَ التواطؤُ خمرَهُ في غيمنا
حتَّى تشرَّبَ حالُـنا ما يُـمــطِـرُ

صِرنا نُشاركُ قاتِـلاً في حانَـةٍ
دَمَـنا الذي بكُـؤُوسِـهِ يتخـمَّــرُ

صِرنا نُـقَبِّل مَـنْ يُـتبِّلُ موتـَـنا
في نارهِ ، وتُـرابُـنا يتَـقَـهْقَـرُ

كُـنَّا رجالاً .. والمروءَةُ صوتُـنا
لكنَّ أصواتَ الرِّجالِ تـَـغَـيَّــرُ

بعْضٌ يُـقابلُ نِـدَّهُ بنديمِــهِ
والبعضُ من نزفِ الطُّفولةِ يسْكَـرُ

ماعادَ فرقٌ بينَ( شالِ )عَوَاهِـرٍ
و( شِماغِ ) شاويٍّ بشَعْـبٍ يكفُـرُ !

هل بعدَ هذا نزْدَجي بِفَصاحةٍ
هل بعْـدَ هذا مِـن كَـلامٍ يُـذكَـرُ !؟

زَمَنُ الرَّشيدِ وعهدُ مُعْتَصِمٍ لنا
وصَلاحُ أيضاً بالشَّـريعةِ سيـطَـروا !

فَبـأيِّ بوصَلَةٍ تَـقودُ مراكِـباً ؟
وبأيِّ أشـرعةِ الغِـيابِ ستـُبْحِـرُ !؟

طِـرْوَادَةٌ سَقَـطَتْ ، وظلَّ ربيعُها
زاهٍ تـُـساقيهِ الحِـكـا والأسْطُـرُ

مازالَ في ضادِ البحارِ مُـلُـوحةٌ
تـُـرْضي مـيَـاهاً إنْ غراها السُّـكَّـرُ

**

وسألتُ عنْ نَخْلِ العِراقِ فلمْ أجدْ
إلا ضَـحايا تَـنْـتَـقـيْها الأنْـسُـرُ

غيمٌ يُـقَـعْقِعُ في السَّماءِ ببرقهِ
لـمْ يَـبْـقَ إلاهُ وعَـيْـنٌ تـَـصْـغُـرُ

هِــرٌّ يُـراودُ هِـرَّةً عن نفْسِها
فَـتَـلُـوذ أشْـكالاً بــهـا تـتستَّـرُ

كَـهْلٌ وعُـكَّازُ الرَّدى في كفِّهِ
يمْـشي على دفْقِ المماتِ ويعْـبُـرُ

صوتٌ يُخالِجهُ الحياءُ فيَخْـتَـبي
ويقولُ : (ماضٍ للمَبيْعِ) .. وينفرُ

يا بائعَ الماضي اشتريتُ عذابَهُ !
علِّي أطارحِهُ السِّنينَ فأنـْصَـرُ

علِّي أرى وطناً أجوبُ رياضَهُ
و(فُـراتـَـهُ) ، ونخيلَـهُ أتـَبـَخْـتَـرُ

وطناً يُـقاسمهُ العَـبيرُ هواءَهُ
وبكِـتْـفِ (دِجْـلتهِ) الزَّنابقُ تـُـزْهِـرُ

إنَّ العراقَ أتى .. فقوموا وارْكعوا
بلْ واسْجدوا برُبـُوعـِهِ وتَـسَمَّروا !

**

وطنُ العُـروبَـةِ من رِمالِ خليجهِ
لمُحيطهِ لا تحْـتويْـهِ الأعْصُرُ

باقٍ كوَجهِ الأرضِ يحمِلُ ثِقلها
مهما يُـحاولهُ الزَّوالُ ويَقْـتُـرُ

بيضاءَ صفحتـُهُ ، تميلُ لزُرْقـةٍ
كالـلَّازَوَرْدِ يَــنامُ فيهِ المَـرْمـَرُ

وحِوارُ أعشابٍ بهِ ، وسَحَابةٍ
تبْـكي ، فيُرْضيها بعطرٍ زعْتَـرُ

قارورَةُ الحُـلْمِ التي أرْسلتـُها
للضِفَّـةِ الأخرى ، ألا هلْ تُـكْسَـرُ !؟

في غزَّةٍ كانتْ رَسَتْ بمقامها
والآنَ لا أدري متى قدْ تـُـبْـحِـرُ

ولعلَّها رَفَعَتْ كتابي للسَّـما
قُـربانَ إيـْـثـارٍ ، لَــنا يستغْـفِــرُ !

تحياتي للجميع
جميل2000

جلال البستاني
6/7/2009, 04:36 PM
مشكور أخي بارك الله فيك

جميل2000
7/7/2009, 03:52 PM
مشكور أخي بارك الله فيك

شكرا اخي الكريم لمرورك الرائع وردك الجميل

الكنج ميدو
25/7/2009, 08:09 PM
تســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلم