المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صرخات تحت التراب ……


Mr.Mostafa
21/4/2009, 06:41 AM
فتحت عيني فابتلعني ظلام دامس ، استبد بي شعور قاهر ، وخيل لي أني فقدت بصري .
رفعت يدي ، لكنها عادت واستقرت مكانها بخضوع .
شعرت بضيق واختناق ، تململت وتحسست ما حولي . أصفاد وقيود تأسرني فيما يشبه الموت .
المكان الذي يحتويني ضيق جدا .. وأنا مكبل فيه كالأموات .
لماذا لا أكون ميتا ؟ همست لنفسي ، كنت شديد الإعياء حين آويت إلى فراشي ،
الناس يتحلقون بي
، والأضواء ترتعش فوق رأسي .. وهاأنذا مدفون تحت التراب .
قطرات حارة من سائل ما تنساب على وجهي ، أنياب حادة تلسع أصابع قدمي ... أجسام صغيرة تحبو تحت قطعة القماش التي تلفني بإحكام .

لم لا أكون ميتا ؟ همست لنفسي مرة أخرى .
مددت يدي أمام وجهي ، فارتطمت بمادة هشة ، وعادت إلي بخضوع .
القطرات الغريبة تحفر وجهي ،
والجسيمات الجائعة تنهش أطراف جسمي .. حثالة وتراب ومواد لا أعرفها تتقاطر في عيني .
الأصفاد والقيود تقبض أنفاسي
يا إلهي ! من جرأ أن يدفنني في هذا القبر الأحمق ؟ ألا يمكن أن تكون لعبة سخيفة ، أم أنه الموت البغيض ؟
الهوام والديدان تزحف على صدري ، رائحة خانقة تعبق في أنفي .. خناجر
الألم تحفر أعماقي . لماذا لا أحفر هذا الغطاء المتكابر فوق رأسي ؟
تحركت أصابعي خلال الفسحة التي تفصل بيني وبين الغطاء .. خدشت الطين الرطب الحار ،
فسرت في أوصالي رعشة محمومة ، وسمعت صوتا ناعما يرن في أذني : لا تعبث بالطين .
أدرت ناظري بيأس مقهور ، وقلت بنبرة مضطربة : أنت ؟
قال الصوت الناعم : أجل .. .
ــ : هل أنا .. ؟
ــ : أنت على الخيط الفاصل بين الموت والحياة

ساد صمت قصير ثم تابعت تقول : هيا : مارس حريتك .. .
ــ : حريتي ؟ أصفاد وقيود ؟؟
ــ : هكذا أردت .. حين منحتك الحرية .. رفضتها. .
ــ : تقصدين حرية الخضوع ؟.. الهتاف ؟ وقرع الطبول ؟ .
ــ : وماذا تريد ؟ حرية العبيد ؟ هي لا تُعطى .
هيا : مارس موتك بهدوء.
ــ : سأخرج من قبري .. وأضرم النيران .
قهقهت ساخرة ثم قالت بنبرة لا تخلو من الرثاء : تأبى إلا أن تكون شيطانا .
قلت : وأنت ... ما زلت فاتنة آثمة أتذكرين ؟ الحرية للشيطان ..
.
قالت : والطاعة ....
صفة الملائكة ..... ( قلت ضاحكا )
كظمت غيظي ، أحدقت فيها ، لكن نظراتي انحسرت ، وقد اضطرمت بي رغبة مجنونة ، وأنا أتابع تلك القناة الضيقة التي حفرت على صدرها .
وقد خيل لي أن حريتي تتوقف حين تنحسر تلك القناة , فتنبلج على ضفتيها آثام الحياة بأبهى مفاتنها .


عاهرة ……. صرخت دون ما وعي.. أنت لا تبحثين عن ملائكة ، بل عن كلاب
كلاب تحسن الطاعة ، وتجيد الفتك والنباح . .
رمقتني بنظرة عابثة : أنت شيطان .. شيطان بائس ، تحلم أن تكون نبيا ، لكنك في أرقى الحالات لا تعدو أن تكون نصف ملحد . .

ــ : تبا لك .. الأنبياء أكثر الناس شقاء ، وأنا تعبت .. .
ــ : زنديق مكابر .. وشقي آثم . وصنم مهزوم , حملت الجياع على أكتافك .. فخذلوك ...
ــ : بل أنت .... والكلاب ..

ــــــ : ياااه .. كم تحسن الظن .. لم يدفنك هنا غير الجياااع .
ــ : ماذا حلّ بهم ؟
ــ : ما زالوا يبحثون عن الخبز ...

ـــــ : والحرية ؟

ــــــ : ههههههه , كذبة ما عادت تستثير أحدا .. أنت أحمق .

منذ رحلت وهم يتنكرون لسخافاتك . ويغتسلون من آثامك .. ويعلنون الوفاء
.... للكلاب .
ظلام دامس يغلف بصري . وحشرجة الموت تفتك بي ، ويدي تنسدل بجواري ساكنة مهزومة..
رمال قذرة تعبث بعيوني .. أبحث عمن يواسيني على .
عتبات الموت
أين أنت يا جلادي ؟
هربت مني الأشياء فلم يبق لي سوى أصفادي وذاكرتي ...

لماذا اختاروا الخبز ؟ وأعلنوا الوفاء ؟

لماذا .. دفنوني ؟ خلعوا ثيابهم وارتدوا جلود الكلاب ... .
.
انفضوا من حولي ، فبرزت لي من ضباب هزيمتي . .
عيناها تفترسني ، ومضات حب آثم تجوس أعماقي .
قالت : اتبعني
قلت : أين ؟ .
قالت : لا أطلب منك سوى أن تكون كلبا .
ــ : أنا صرصار.
ــ : أيها الأحمق ، لن تكون كلبا عاديا ، بل سيدهم .
ــ : ههههههه .. وأنت ملكة ..!!!!.
صرخت بالكلاب : خذوه ..
قذفوا بي على عتبة بيتي .. أنفاس واهنة بين الموت والحياة..
انقطعت خيوط الذاكرة ، فعاد إليّ قبري ،
أشعر بضيق واختناق ... وسكرات تلامس الموت .
حركت يدي وطفقت أحفر الغطاء الطيني .
قطرات السائل الحار تنهمر على وجهي ، الحشرات والديدان تنهش شرائح لحمي ، الركام والتراب يتهاوى . .

شعرت بلزوجة تسري في عظامي ، ورائحة نتنة تفغم أنفي . أظافري الممزقة تعبث بالغطاء .
والطين ينشق بصعوبة . صممت أن أمضي في المقارعة حتى الرمق الأخير .
من يدري ؟ فربما أزحت هذا الغطاء قبل أن تنفذ روحي .
نبضات الحياة تخبو ، والضيق يفتك بي ، لكني مضيت أحفر على غير هدى .
كميات هائلة من التراب تنهال على رأسي . الحفرة تضيق من حولي لكنها تمتد إلى الأعلى .
تململت ورفعت رأسي بحذر ، فشعرت براحة غامرة ، رغم أن نصفي الأسفل ما زال مدفونا
في الطين .
الغطاء يتمزق ، ورأسي تترنح في ظلمة تكاد أن تخلو من الهواء ، لكن الخدر ينداح عني قليلا
شعرت بتيار بارد يلفح وجهي .
مددت يدي بحرية ، وحركت رأسي خلال الفجوة الضيقة ، ثم سحبت نصفي الأسفل من الركام والأنقاض . .

تنفست الصعداء ، وحركت جفني . لكني لم أشاهد شيئا .
رفعت رأسي إلى الأعلى ، فلمحت شعاع النجوم يخفق في كبد السماء ، أدركت أني تأخرت
وأن الليل قد هبط مرة أخرى

انور حافظ احمد
24/4/2009, 04:22 PM
http://img27.imageshack.us/img27/186/44417485.gif

احمد دقدق25
18/5/2009, 09:57 AM
احسنت الاداء

Mr.Mostafa
20/5/2009, 07:50 AM
http://up1.m5zn.com/photo/2009/2/5/03/7ogxpq45k.gif/gif

hammuda47
22/5/2009, 01:57 AM
http://img27.imageshack.us/img27/186/44417485.gif

alimahmed
23/5/2009, 09:54 PM
تسلم يا غالى

Mr.Mostafa
26/5/2009, 07:00 AM
http://up1.m5zn.com/photo/2009/2/5/03/7ogxpq45k.gif/gif

ناصر ابو محمد
31/5/2009, 12:31 AM
مشكور يا غالي يعطيك العافية

Mr.Mostafa
31/5/2009, 07:42 PM
http://up1.m5zn.com/photo/2009/2/5/03/7ogxpq45k.gif/gif

ندا 2009
13/6/2009, 10:06 PM
الف الف الف شكر

Mr.Mostafa
15/6/2009, 12:08 PM
http://up1.m5zn.com/photo/2009/2/5/03/7ogxpq45k.gif/gif

فادي الترك
24/6/2009, 04:20 PM
مشكور أخي الكريم وبارك الله فيك

Mr.Mostafa
5/7/2009, 06:03 PM
http://up1.m5zn.com/photo/2009/2/5/03/7ogxpq45k.gif/gif