المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيده / قــالوا تطرف جيلنــا


هشام زايد
19/8/2008, 01:56 AM
الشاعر عبدالرحمن العشماوي ...


قــالوا تطرف جيلنــا


صبح تنفس بالضياء وأشرقا **** الصحوة الكبرى تهز البيرقا

وشبيبة الإسلام هذا فيلق **** في ساحة الأمجاد يتبع فيلقا

وقوافل الإيمان تتخذ المدى **** دربا وتصنع للمحيط الزورقا

وحروف شعري لا تمل توثبا **** فوق الشفاه وغيب شعري أبرقا

وأنا أقول وقد شرقت بأدمعي **** فرحا وحق لمن بكى أن يشرقا

ما أمر هذه الصحوة الكبرى **** سوى وعد من الله الجليل تحققا

هي نخلة طاب الثرى فنما **** لها جذع قوي في التراب وأعذقا

هي في رياض قلوبنا زيتونة **** في جذعها غصن الكرامة أورقا

فجر تدفق من سيحبس نوره **** أرني يدا سدت علينا المشرقا

يا نهر صحوتنا رأيتك صافـيا **** وعلى الضفاف رأيت أزهار التقى

ورأيت حولك جيلنا الحر الذي **** فتح المدى بوابة وتألقا

قالوا تطرف جيلنا لما سما **** قدرا وأعطى للبطولة موثقا

ورموه بالإرهاب حين أبى الخنى **** ومضى على درب الكرامة وارتقا

أو كان إرهابا جهاد نبينا **** أم كان حقا بالكتاب مصدقا

أتطرف إيماننا بالله في عصر **** تطرف في الهوى وتزندقا

إن التطرف ما نرى من غفلة **** ملك العدو بها الزمام وأطبقا

إن التطرف ما نرى من ظالم **** أودى بأحلام الشعوب وأرهقا

لما رأى جريان صحوتنا طغى **** وأباح أرواح الشباب وأزهقا

ما زال ينسج كل يوم قصة **** تروى وقولا في الدعاة ملفقا

إن التطرف أن يسافر مسلم **** في لهوه سفرا طويلا مرهقا

إن التطرف أن نرى من قومنا **** من صانع الكفر اللئيم وأبرقا

إن التطرف أن نبادل كافرا **** حبا ونمنحه الولاء محققا

إن التطرف أن نذم محمدا **** والمقتدين به ونمدح عفلقا

إن التطرف أن نؤمن بطرسا **** وهو الذي من كأس والده استقى

إن التطرف وصمة في وجه من **** جعلوا صليبهم الرصاص المحرقا

إن التطرف في اليهود سجية **** شربوا به كأس العداء معتقا

إن التطرف أن يظل رصاصنا **** متلعثما ورصاصهم متفيهقا

يا من تسائلني وفي أجفانها **** فيض من الدمع الغزير ترقرقا

وتقول لي رفـقا بنفسك إننا **** نحتاج منك الآن أن تترفقا

أو ما ترى أهل الضلالة أصبحوا؟ **** يتعقبون شبابنا المتألقا

لا تجزعي إن الفؤاد قد امتطى **** ظهر اليقين وفي معارجه ارتقى

غذيت قلبي بالكتاب وآيه **** وجعلت لي في كل حق منطقا

ووطئت أوهامي فما أسكنتها **** عقلي وجاوزت الفضاء محلقا

أنا لا أخدر أمتي بقصائد تبني **** على هام الرياح خورنقا

يسمو بشعري حين أنشد صدقه **** أخلق بمن عشق الهدى أن يصدقا

أوغلت في حزني وأوغل في دمي **** حزني وعصفور القصيدة زقزقا

أنا يا قصيدة ما كتبتك عابثا **** كلا ولا سطرت فيك تملقا

عيني وعينك يا قصيدة أنورا **** دمعا وشعرا والفؤاد تحرقا

قالوا قسوت ورب قسوة عاشق **** حفظت لمن يهوى المكان الأعمقا

بعض الرؤوس تظل خاضعة فما؟ **** تصحو وما تهتز حتى تطرقا

خوان أمته الذي يشدو لها **** بالزيف والتضليل حتى تغرقا

خوان أمته الذي يرمي لها **** حبلا من الأوهام حتى تشنقا

كالذئب من يرمي إليك بنظرة **** مسمومة مهما بدا متأنقا

شتان بين فتى تشرب قلبه **** بيقينه ومن ادعى وتشدقا

شتان بين النهر يعذب ماؤه **** والبحر بالملح الأجاج تمذقا

إني لأعجب للفتي متطاولا **** متباهيا بضلاله متحذلقا

سلك العباد دروبهم وهو الذي **** ما زال حيران الفؤاد معلقا

الشمس في كبد السماء ولم يزل **** في الشك في وضح النهار مطوقا

النهر يجري في القلوب وماؤه **** يزداد في حبل الوريد تدفقا

وأخو الضلالة ما يزال مكابرا **** يطوي على الأحقاد صدرا ضيقا

يا جيل صحوتنا أعيذك أن أرى **** في الصف من بعد الإخاء تمزقا

لك من كتاب الله فجر صادق **** فاتبع هداه ودعك ممن فرقا

لك في رسولك قدوة فهو الذي **** بالصدق والخلق الرفيع تخلقا

يا جيل صحوتنا ستبقى شامخا **** ولسوف تبقى بالتزامك أسمقا

سترى رؤى بدر تلوح فرحة **** بيمينها ولسوف تبصر خندقا

سترى طريقك مستقيما واضحا **** وترى سواك مغربا ومشرقا

فتحت لك البوابة الكبرى فما **** نخشى وإن طال المدى أن تغلقا

إن طال درب السالكين إلى العلا **** فعلى ضفاف المكرمات الملتقى

وهناك يظهر حين ينقشع الدجا **** من كان خوانا وكان المشفقا

رضا زيدان
19/8/2008, 06:33 AM
بارك الله فيك

هشام زايد
19/8/2008, 06:38 AM
تشرفت بمرورك اخى الكريم