المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صفات عباد الله المحررين في سورة الإسراء


انور حافظ احمد
14/8/2008, 09:10 PM
http://img264.imageshack.us/img264/1461/27eo7yn7.gif

سورة الإسراء من السور المكية التى تتحدث عن العقيدة وغرسها فى النفوس ، وتسمى بسورة بنى إسرائيل ، كما ورد عن السيدة عائشة أنها قالت: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ " الزمر " و " بني إسرائيل " ( أي سورة الإسراء ) ) [ رواه الترمذي وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة / 641 ]

وسميت بذلك لأنها تتحدث فى بدايتها عن حادثة الإسراء والمسجد الأقصى المرتبط تاريخا ببنى إسرائيل
http://img83.imageshack.us/img83/1859/mod36mp2.gif
والسورة تؤكد على سنة من سنن الله الكونية ، وهى أن التمكين فى الأرض مرتبط بالصلاح والإصلاح ، وأن الهلاك ونزع الملك مرتبط بالفساد والإفساد ، وذلك من خلال الحكم الذى قضاه الله إلى بنى إسرائيل فى كتابهم بأن إفسادهم فى الأرض سيكون سببا فى تشريدهم ونزع الملك منهم وتعرضهم للعقاب الالهى وتسليط العباد عليهم قال تعالى "وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً ، فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً ، ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً ، إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً ، عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً " ( الإسراء:4- 8) يقول صاحب الظلال ( في ذلك الكتاب الذي آتاه الله لموسى ليكون هدى لبني إسرائيل , أخبرهم بما قضاه عليهم من تدميرهم بسبب إفسادهم في الأرض . وتكرار هذا التدمير مرتين لتكرر أسبابه من أفعالهم . وأنذرهم بمثله كلما عادوا إلى الإفساد في الأرض , تصديقا لسنة الله الجارية التي لا تتخلف:
http://img83.imageshack.us/img83/1859/mod36mp2.gif
(وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا). .

وهذا القضاء إخبار من الله تعالى بما سيكون منهم , حسب ما وقع في علمه الإلهي من مآلهم ; لا أنه قضاء قهري عليهم , تنشأ عنه أفعالهم . فالله سبحانه لا يقضي بالإفساد على أحد (قل:إن الله لا يأمر بالفحشاء)إنما يعلم الله ما سيكون علمه بما هو كائن . فما سيكون - بالقياس إلى علم الله - كائن , وإن كان بالقياس إلى علم البشر لم يكن بعد , ولم يكشف عنه الستار .
http://img83.imageshack.us/img83/1859/mod36mp2.gif
ولقد قضى الله لبني إسرائيل في الكتاب الذي آتاه لموسى أنهم سيفسدون في الأرض مرتين , وأنهم سيعلون في الأرض المقدسة ويسيطرون . وكلما ارتفعوا فاتخذوا الارتفاع وسيلة للإفساد سلط عليهم من عباده من يقهرهم ويستبيح حرماتهم ويدمرهم تدميرا)
http://img83.imageshack.us/img83/1859/mod36mp2.gif
واليهود اليوم يعيشون أشد حالات الإفساد وأقسى أنواع الظلم والقهر للمسلمين فى أرض الإسراء والمعراج مما يؤذن بقرب الزوال وجريان سنة الله عليهم ولكن من هم هؤلاء العباد الذين سيجرى الله على أيديهم هذه السنة ما هى طبيعتهم ما هى أوصافهم

يمكننا التعرف عليهم من خلال الآية الأولى فى هذه السورة المباركة "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ " (الإسراء:1)
http://img83.imageshack.us/img83/1859/mod36mp2.gif
فالعباد المحررون للمسجد الأقصى المسلطون على اليهود يبدأون صفاتهم بالتسبيح "سبحان" وذكر التسبيح فى هذا المقام كما ذكر صاحب الظلال " أليق حركة نفسية تتسق مع جو الإسراء اللطيف , وأليق صلة بين العبد والرب في ذلك الأفق الوضيء" فالتسبيح معناه التنزيه والتمجيد والتعظيم وهذه دلائل التوحيد فالعباد المحررون للأقصى عباد موحدون لله حق التوحيد مؤمنون به وبعظمته وبقدرته على فعل كل شىء لا يعجزه شىء فى الأرض ولا فى السماء منزهون لله عن كل نقص وهذا التوحيد الخالص يمنحهم الثقة فى وعد الله ونصره وان الله منجز هذا الوعد لا محالة لعباده المؤمنين ولكن يؤخره بقدر ليستكمل المؤمنون أسباب النصر وليكونوا مؤهلين بعد ذلك لتحمل تبعات هذا النصر.
http://img83.imageshack.us/img83/1859/mod36mp2.gif
والصفة الثانية لعباد الله المحررين للأقصى العبودية " بعبده " وذكر صفة العبودية فى هذا المقام الذى هو مقام تشريف لرسول الله – صلى الله عليه وسلم- يدل على أن أشرف حالات الإنسان عندما يكون عبدا لله عز وجل عبودية طاعة وخضوع وذل وفقر وتسليم لا عبودية جبر وقهر وهذه حال عبودية الرسول – صلى الله عليه وسلم – لله عز وجل فقد كان يعبد الله عبادة محب مفطور لا عبادة مقهور مجبور حتى انه كان يستعذب الإيذاء ما دام فى سبيل الله " إن لم يكن بك غضب على فلا أبالى"
http://img83.imageshack.us/img83/1859/mod36mp2.gif
والعبودية لله عز وجل تحرر الإنسان من العبودية لغيره سواء كان مالا أو جاها أو زوجة عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تعس عبد الدينار، وعبد الدرهم، وعبد الخميصة، إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش، طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه، مغبرة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع). صحيح البخارى باب: الحراسة في الغزو في سبيل الله.
http://img83.imageshack.us/img83/1859/mod36mp2.gif
انظر إلى العبد الربانى انه جرد قلبه من كل شىء من ملاذ الدنيا وجعله خالصا لله فبات عنده الاستعداد للموت فى سبيل الله فهو آخذ بعنان فرسه ينتظر الأمر لا يشغله موقعه بقدر ما يشغله تحقيق العبودية الخالصة لله.
http://img83.imageshack.us/img83/1859/mod36mp2.gif
والصفة الثالثة للعباد المحررين للمسجد الأقصى إنهم يقدرون قيمة الليل ويحسنون استقباله ويعلمون أن دقائق الليل غالية فلم يضيعوها بالغفلة ويفهمون مغزى ذكر الله لليل فى قوله "ليلا" مع أن السرى لا يكون إلا ليلا لكن الليل فى حياة العبَّاد له شأن آخر فليس وقتا للسهر الفارغ ولا للهو العابث وإنما هو الفرصة لبلوغ صفات المتقين الذين يستحقون الجنات والعيون " إن المتقين فى جنات وعيون ، آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين ، كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ، وبالأسحار هم يستغفرون " (الذاريات 15- 18) وبلوغ الشرف الذى لا يدانيه شرف عن سهل بن سعد قال:
http://img83.imageshack.us/img83/1859/mod36mp2.gif
جاء جبريل -عليه السلام- إلى النبي - صلَّى الله عليه وسلم ، فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من أحببت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به. ثم قال: يا محمد، شرف المؤمن قيام الليل، وعزه استغناؤه عن الناس." حديث صحيح الإسناد
http://img83.imageshack.us/img83/1859/mod36mp2.gif
فارتفعت أصواتهم مع أصحاب القرون الأولى حيث كانت أصوات المؤذنين ترتفع تنادي:

يا رجال الليل جدوا رب صــوت لا يـرد

مـا يقوم الليـل إلا من له عـزم وجـد.

وتعلموا فى مدرسة الليل الإخلاص، وفضح الأمل الدنيوى الكاذب ، كما يقول الشاعر:

يـا ليل قيامك مدرسـة فيـها القرآن يدرسـنى

معنى الإخلاص فالزمه نهـج بالجنة يــجلسنى

ويبصرني كيف الدنيـا بالأمـل الكاذب تغمسنى

مثل الحـرباء تلونها بالإثم تحــاول تطمسنى

فأباعدها وأعــاندها وأراقبهــا تتهجسنى

فأشد القلب بخــالقه والذكر الدائم يحرسنى
http://img83.imageshack.us/img83/1859/mod36mp2.gif
والصفة الرابعة من صفات العباد المحررين للمسجد الأقصى هى أن المسجد بيتهم لا يأنسون إلا به ولا يشعرون بالراحة إلا فى رحابه فقلوبهم به معلقة وجباههم به ساجدة تعلن الخضوع لله عز وجل لأنهم علموا أن الرحلة إلى الله فى الإسراء والمعراج بدأت من المسجد وانتهت إلى المسجد " من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى " وان القلوب المعلقة بالمساجد تأوى إلى ظلال العرش يوم لا ظل إلا ظل الله عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عدل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة، فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه). صحيح البخاري، باب: الصدقة باليمين.وأن استحقاق التقوى والإيمان لا ياتى إلا بالتردد على أعتابه
http://img83.imageshack.us/img83/1859/mod36mp2.gif
عن أبي الدرداء - رضى الله عنه – قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- " المسجد بيت كل تقي وتكفل الله لمن كان المسجد بيته بالروح والرحمة والجواز على الصراط إلى رضوان الله إلى الجنة " رواه الطبراني والبزار
http://img83.imageshack.us/img83/1859/mod36mp2.gif
" إذا رأيتم الرجل يتعاهد - وفي لفظ يعتاد - المساجد فاشهدوا له بالإيمان، فإن الله يقول {إنما يعمر مساجد الله} - الآية

قال السخاوى رواه أحمد والترمذى وابن ماجه والدارمى وابن منيع وابن مردويه عن أبي سعيد مرفوعا، وقال الترمذي حسن غريب
http://img83.imageshack.us/img83/1859/mod36mp2.gif
وفى المساجد تعلموا أخلاق الرجال فقد شهد الله لهم بالرجولة " فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال ، رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإيقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار "( النور:36-37 )
http://img83.imageshack.us/img83/1859/mod36mp2.gif
تلك بعض ملامح الرجال الذين تتحقق على أيديهم الآمال فى نصرة الحق وتطهير المقدسات وحمل راية الذود عن الحرمات فهل لنا أن نتخلق بأخلاقهم ونتصف بصفاتهم أم نظل نبحث عن السراب

محمد عبد الفتاح عليوة

ايهاب هاشم
14/8/2008, 11:23 PM
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تعس عبد الدينار، وعبد الدرهم، وعبد الخميصة، إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش، طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه، مغبرة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع). صحيح البخارى باب: الحراسة في الغزو في سبيل الله.


جزاكم الله خيرا

hamza_tigre
15/8/2008, 01:18 PM
http://img300.imageshack.us/img300/221/5ddc7851ev1.gif
http://img372.imageshack.us/img372/8656/1e4f5df487au3xp1.gif
http://img300.imageshack.us/img300/1831/20939911uo6xo4.gif
http://img295.imageshack.us/img295/7048/e112cf8.gif