المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ناجى العلى رثاء فلسطين


mayzoo
23/4/2008, 05:12 PM
ِشكـراً علـى التأبيـنِ والإطـراءِ
يـا معشـرَ الخطبـاء والشـعـراءِ
شكراً على ما ضـاعَ مـن أوقاتكـم
فـي غمـرةِ التدبيـج والإنـشـاءِ
وعلى مـدادٍ كـان يكفـي بعضُـه
أن يُغـرِقَ الظلـمـاءَ بالظلـمـاءِ
وعلى دموعٍ لو جَـرتْ فـي البيـدِ
لانحلّتْ وسار المـاءُ فـوق المـاءِ
وعواطـفٍ يغـدو علـى أعتابهـا
مجنـونُ ليلـى أعـقـلَ العـقـلاءِ
وشجاعـةٍ باسـم القتيـلِ مشـيـرةٍ
للقاتلـيـن بغـيـرِمـا أسـمــاءِ
شكراً لكم، شكـراً، وعفـواً إن أنـا
أقلعتُ عن صوتي وعـن إصغائـي
عفواً، فلا الطاووس في جلـدي ولا
تعلـو لسانـي لهـجـةُ الببـغـاءِ
عفواً، فـلا تـروي أسـاي قصيـدةٌ
إن لـم تكـن مكتـوبـةً بدمـائـي
عفـواً، فإنـي إن رثيـتُ فإنّـمـا
أرثـي بفاتحـة الـرثـاء رثـائـي
عفـواً، فإنـي مَيِّـتٌ يــا أيُّـهـا
الموتى، وناجـي آخـر الأحيـاء !
***
"ناجي العلـيُّ" لقـد نجـوتَ بقـدرةٍ
مـن عارنـا، وعلَـوتَ للعلـيـاءِ
إصعدْ، فموطنـك السّمـاءُ، وخلِّنـا
فـي الأرضِ، إن الأرضَ للجبنـاءِ
للمُوثِقيـنَ علـى الّربـاطِ رباطَنـا
والصانعيـنَ النصـرَ فـي صنعـاءِ
مِمّن يرصّـونَ الصُّكـوكَ بزحفهـم
ويناضـلـونَ بـرايـةٍ بـيـضـاءِ
ويُسافِحـونَ قضيّـةً مـن صُلبهـم
ويُصافحـونَ عــداوةَ الأعــداءِ
ويخلِّفـون هزيمـةً، لـم يعـتـرفْ
أحـدٌ بهـا.. مـن كثـرة الآبـاءِ !
إصعَـدْ فموطنـك المُرّجَـى مخفـرٌ
متـعـددُ اللهجــات والأزيـــاءِ
للشرطـة الخصيـان، أو للشرطـة
الثـوار، أو للشـرطـة الأدبــاءِ
أهلِ الكروشِ القابضين على القروشِ
مـن العـروشِ لقتـل كـلِّ فدائـي
الهاربيـن مـن الخنـادق والبنـادق
للفنـادق فـي حِـمـى العُـمـلاءِ
القافزين من اليسـار إلـى اليميـن
إلى اليسار إلى اليمين كقفزة الحِرباءِ
المعلنيـن مـن القصـورِ قصورَنـا
واللاقطـيـن عطـيّـةَ اللقـطـاءِ
إصعدْ، فهذي الأرض بيـتُ دعـارةٍ
فيـهـا البـقـاءُ معـلّـقٌ ببـغـاءِ
مَنْ لم يمُت بالسيـفِ مـات بطلقـةٍ
من عـاش فينـا عيشـة الشرفـاء
مـاذا يضيـرك أن تُفـارقَ أمّــةً
ليست سوى خطـأ مـن الأخطـاءِ
رملٌ تداخـلَ بعضُـهُ فـي بعضِـهِ
حتـى غـدا كالصخـرة الصـمّـاءِ
لا الريـحُ ترفعُهـا إلـى الأعـلـى
ولا النيران تمنعهـا مـن الإغفـاءِ
فمدامعٌ تبكيـك لـو هـي أنصفـتْ
لرثـتْ صحافـةَ أهلهـا الأُجـراءِ
تلك التي فتحَـتْ لنَعيِـكَ صدرَهـا
وتفنّـنـت بـروائـعِ الإنـشــاءِ
لكنَهـا لـم تمتلِـكْ شرفـاً لـكـي
ترضـى بنشْـرِ رسومـك العـذراءِ
ونعتك من قبـل الممـات، وأغلقـت
بـابَ الرّجـاءِ بـأوجُـهِ الـقُـرّاءِ
وجوامعٌ صلّـت عليـك لـو انّهـا
صدقـت، لقرّبـتِ الجهـادَ النائـي
ولأعْلَنَـتْ باسـم الشريعـة كُفرَهـا
بشـرائـع الأمــراءِ والـرؤسـاءِ
ولساءلتهـم: أيُّـهـمْ قــد جــاءَ
مُنتخَبـاً لنـا بـإرادة البُسـطـاء ؟
ولساءلتهم: كيف قـد بلغـوا الغِنـى
وبـلادُنـا تكـتـظُّ بالـفـقـراء ؟
ولمنْ يَرصُّـونَ السـلاحَ، وحربُهـمْ
حبٌ، وهم فـي خدمـة الأعـداءِ ؟
وبـأيِّ أرضٍ يحكمـونَ، وأرضُنـا
لم يتركوا منهـا سـوى الأسمـاءِ ؟
وبـأيِّ شعـبٍ يحكمـونَ، وشعبُنـا
متشـعِّـبٌ بالقـتـل والإقـصـاءِ
يحيا غريـبَ الـدارِ فـي أوطانـهِ
ومُطـارَداً بمـواطـنِ الغُـربـاء ؟
لكنّمـا يبقـى الـكـلامُ مُـحـرّراً
إنْ دارَ فـوقَ الألسـنِ الخـرسـاءِ
ويظـلُّ إطـلاقُ العويـلِ محـلّـلاً
مـا لـم يمُـسَّ بحرمـة الخلـفـاءِ
ويظلُّ ذِكْرُكَ في الصحيفـةِ جائـزاً
مـا دام وسْـطَ مساحـةٍ ســوداءِ
ويظـلُّ رأسـكَ عاليـاً مـا دمـتَ
فوق النعشِ محمـولاً إلـى الغبـراءِ
وتظلُّ تحت "الزّفـتِ" كـلُّ طباعنـا
ما دامَ هذا النفطُ فـي الصحـراءِ !
***
القاتـلُ المأجـورُ وجــهٌ أســودٌ
يُخفـي مئـاتِ الأوجـه الصفـراءِ
هي أوجهٌ أعجازُها منهـا استحـتْ
والخِـزْيُ غطَاهـا علـى استحيـاءِ
لمثقـفٍ أوراقُـه رزمُ الصـكـوكِ
وحِـبْـرُهُ فيـهـا دمُ الـشـهـداء
ولكـاتـبٍ أقـلامُـهُ مـشــدودةٌ
بحبـال صـوت جلالـةِ الأمــراء
ولناقـدٍ "بالنـقـدِ" يـذبـحُ ربَّــهُ
ويبـايـعُ الشيـطـانَ بـالإفـتـاءِ
ولشاعرٍ يكتـظُّ مـن عَسَـلِ النعيـمِ
علـى حسـابِ مَـرارةِ البـؤسـاءِ
ويَجـرُّ عِصمتَـه لأبـواب الخَـنـا
ملفـوفـةً بقصـيـدةٍ عصـمـاءِ !
ولثائـرٍ يـرنـو إلــى الحـريّـةِ
الحمـراءِ عبـرَ الليلـةِ الحـمـراءِ
ويعومُ في "عَرَقِ" النضالِ ويحتسـي
أنخابَـهُ فـي صـحَـة الأشــلاءِ
ويكُفُّ عن ضغـط الزِّنـادِ مخافـةً
من عجز إصبعه لدى "الإمضـاءِ" !
ولحاكـمٍ إن دقَّ نــورُ الـوعْـي
ظُلْمَتَهُ، شكا مـن شـدَّةِ الضوضـاءِ
وَسِعَـتْ أساطيـلَ الغُـزاةِ بــلادُهُ
لكنَـهـا ضـاقـتْ عـلـى الآراءِ
ونفـاكَ وَهْـوَ مُخَمِّـنٌ أنَّ الـرَدى
بـك مُحْـدقُ، فالنفـيُ كالإفنـاءِ !
الكـلُّ مشـتـركٌ بقتـلِـكَ، إنّـمـا
نابت يَـدُ الجانـي عـن الشُّركـاءِ
***
ناجي. تحجّرتِ الدمـوعُ بمحجـري
وحشا نزيفُ النـارِ لـي أحشائـي
لمّا هويْـتَ هَويـتَ مُتَّحـدَ الهـوى
وهويْـتُ فيـك مـوزَّعَ الأهــواءِ
لم أبكِ، لم أصمـتْ، ولـم أنهـضْ
ولم أرقدْ، وكلّي تـاهَ فـي أجزائـي
ففجيعتي بك أننـي.. تحـت الثـرى
روحي، ومن فوقِ الثرى أعضائـي
أنـا يـا أنـا بـك مـيـتٌ حــيٌّ
ومحتـرقٌ أعـدُّ النـارَ للإطـفـاءِ
برّأتُ من ذنْـبِ الرِّثـاء قريحتـي
وعصمتُ شيطانـي عـن الإيحـاءِ
وحلـفـتُ ألا أبتـديـك مـودِّعـاً
حتـى أهـيِّـئَ مـوعـداً للـقـاءِ
سأبـدّلُ القلـمَ الرقيـقَ بخنـجـرٍ
والأُغنـيـاتِ بطعـنَـةٍ نـجــلاءِ
وأمـدُّ رأسَ الحاكميـنََ صحيـفـةً
لقصائـدٍ.. سأخطُّـهـا بحـذائـي
وأضمُّ صوتـكَ بـذرةً فـي خافقـي
وأصمُّهـم فـي غابـة الأصــداءِ
وألقِّـنُ الأطـفـالَ أنَّ عروشَـهـم
زبـدٌ أٌقيـمَ علـى أسـاس الـمـاءِ
وألقِّـنُ الأطـفـالَ أن جيوشـهـم
قطـعٌ مـن الديكـورِ والأضــواءِ
وألقِّـنُ الأطـفـالَ أن قصـورَهـم
مبنـيـةٌ بجمـاجـمِ الضـعـفـاءِ
وكنـوزَهـم مسـروقـةٌ بالـعـدِل
واستقلالهـم نـوعُ مـن الإخصـاءِ
سأظلُّ أكتُبُ فـي الهـواءِ هجاءهـم
وأعـيـدُهُ بعـواصـفٍ هـوجـاءِ
وليشـتـمِ المتلـوّثـونَ شتائـمـي
وليستـروا عوراتـهـم بـردائـي
وليطلـقِ المستكـبـرون كلابَـهـم
وليقطعـوا عنقـي بــلا إبـطـاءِ
لو لم تَعُـدْ فـي العمـرِ إلا ساعـةٌ
لقضيتُـهـا بشتيـمـةِ الخُلـفـاءِ !
***
أنا لستُ أهجـو الحاكميـنَ، وإنّمـا
أهجـو بذكـر الحاكميـن هجائـي
أمِـنَ التـأدّبِ أن أقـول لقاتـلـي
عُذراً إذا جرحـتْ يديـكَ دمائـي ؟
أأقـولُ للكلـبِ العـقـور تـأدُّبـاً:
دغدِغْ بنابـك يـا أخـي أشلائـي ؟
أأقـولُ للقـوّاد يــا صِـدِّيـقُ، أو
أدعـو البغِـيَّ بمريـمِ العـذراءِ ؟
أأقـولُ للمأبـونِ حيـنَ ركـوعِـهِ:
"حَرَماً" وأمسـحُ ظهـرهُ بثنائـي ؟
أأقول لِلّـصِ الـذي يسطـو علـى
كينونتـي: شكـراً علـى إلغائـي ؟
الحاكمونَ همُ الكلابُ، مع اعتـذاري
فالـكـلاب حفـيـظـةٌ لـوفــاءِ
وهمُ اللصوصُ القاتلـونَ العاهـرونَ
وكلُّهـم عـبـدٌ بــلا استثـنـاء !
إنْ لمْ يكونوا ظالميـن فمـن تُـرى
مـلأ البـلادَ برهـبـةٍ وشـقـاء ِ؟
إنْ لـم يكونـوا خائنيـن فكـيـف
ما زالتْ فلسطينٌ لـدى الأعـداءِ ؟
عشـرون عامـاً والبـلادُ رهينـةٌ
للمخبريـنَ وحـضـرةِ الخـبـراءِ
عشـرون عامـاً والشعـوبُ تفيـقُ
مِـنْ غفواتهـا لتُصـابَ بالإغمـاءِ
عشرون عامـاً والمفكِّـرُ إنْ حكـى
وُهِبـتْ لــهُ طاقـيـةُ الإخـفـاءِ
عشرون عاماً والسجـون مـدارسٌ
منهاجـهـا التنكـيـلُ بالسجـنـاءِ
عشـرون عامـاً والقضـاءُ مُنَـزَّهٌ
إلا مـن الأغــراض والأهــواءِ
فالديـنُ معتقـلٌ بتُهـمـةِ كـونِـهِ
مُتطرِّفـاً يدعـو إلــى الـضَّـراءِ
واللهُ فـي كـلِّ الـبـلادِ مُـطـاردٌ
لضلـوعـهِ بـإثـارةِ الـغـوغـاءِ
عشرون عاماً والنظامُ هـو النظـامُ
مـع اختـلاف اللـونِ والأسـمـاءِ
تمضـي بــه وتعـيـدُهُ دبّـابـةٌ
تستـبـدلُ العـمـلاءَ بالـعـمـلاءِ
سرقوا حليب صِغارنا، مِنْ أجلِ مَنْ ؟
كـي يستعيـدوا موطِـنَ الإسـراءِ
فتكوا بخير رجالنا، مِنْ أجلِ مَـن ْ؟
كـي يستعيـدوا موطِـنَ الإسـراءِ
هتكوا حياء نسائنا، مِنْ أجلِ مَـنْ ؟
كـي يستعيـدوا موطِـنَ الإسـراءِ
خنـقـوا بحريّاتـهـم أنفـاسَـنـا
كـي يستعيـدوا موطِـنَ الإسـراءِ
وصلـوا بوحدتهـم إلـى تجزيئنـا
كـي يستعيـدوا موطِـنَ الإسـراءِ
فتحـوا لأمريكـا عفـافَ خليجنـا
كـي يستعيـدوا موطِـنَ الإسـراءِ
وإذا بمـا قـد عـاد مـن أسلابنـا
رملٌ تناثـر فـي ثـرى سينـاء !
وإذا بنـا مِـزَقٌ بساحـات الوغـى
وبـواسـلٌ بوسـائـل الأنـبــاءِ
وإذا بـنـا نـــرثُ مُضـاعَـفـاً
ونُــوَرِّثُ الضعفـيـنِ للأبـنـاءِ
ونخافُ أن نشكو وضاعـةَ وضعنـا
حتـى ولـو بالصمـت والإيـمـاءِ
ونخـافُ مـن أولادِنـا ونسائـنـا
ومـن الهـواءِ إذا أتــى بـهـواءِ
ونخـافُ إن بـدأت لدينـا ثــورةٌ
مِـن أن تكـونَ بـدايـة الإنـهـاءِ
موتى، ولا أحـدٌ هنـا يرثـي لنـا
قُمْ وارثنـا.. يـا آخِـرَ الأحيـاءِ !

malek_3006
24/4/2008, 05:57 PM
http://img267.imageshack.us/img267/9059/mnwa9or6.gif

ايمن العادلى
24/4/2008, 09:17 PM
حييت .. وكفيت .. ووقيت .. وجزيت

جزاكم الله خــــــــــــــــــــــــــــــيرا

عبدالرحمن سيد
25/4/2008, 02:46 PM
الف الف شكر

eldemery
12/5/2008, 12:55 PM
مشكور اخي يعطيك ألف عافية

انور حافظ احمد
27/7/2008, 11:36 PM
http://upload.all-patch.org/images/59815352-Thanks.gif

هشام زايد
13/8/2008, 05:37 AM
يسلموووووووووووووووووووووووو